للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى"). قال القاضي وجماعة من العلماء: إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية، وأمره بالعطف تعظيماً لله تعالى بتقديم اسمه، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر: "لا يقل أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شاء فلان"، والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإِيضاح واجتناب الإِشارات والرموز ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ليفهم. وأما قول الأوليين فيضعف بأشياء، منها: أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" وغيره من الأحاديث، وإنما ثنى الضمير ههنا لأنه ليس خطبة وعظ، وإنما هو تعليم حكم، فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ، فإنه ليس المراد حفظه وإنما يراد الاتعاظ بها. ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة: "الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَاّ الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلَاّ نفسه ولا يضر الله شيئاً". والله أعلم.
وقال ابن حجر -رحمنا الله وإياه- في الفتح (٧/ ٤٦٨) على قوله - صلى الله عليه وسلم - "إن الله ورسوله ينهيانكم": في رواية سفيان "ينهاكم" بالإِفراد وفي رواية عبد الوهاب بالتثنيه، وهو دال على جواز جمع اسم الله مع غيره في ضمير واحد، فيرد به على من زعم أن قوله للخطيب: "بئس خطيب القوم أنت"، لكونه قال: "ومن يعصهما فقد غوى".
قال الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمنا الله وإياه- في تيسير العزيز =

<<  <  ج: ص:  >  >>