للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دخل على أهله.

الوجه الثاني: قال القاضي (١): لم يحمل أحد الحديث في نفي ضرره على العموم في نفي جميعه من الوسوسة والإِغواء، بل قيل إن المراد لم يصرعه، وقيل: لم يطعن فيه عند ولادته بخلاف غيره. انتهى. ويبعد هذا التأويل لفظة "أبدًا".

وقال القرطبي (٢): قصره على الصرع وحده ليس بشيء، لأنه تحكم بغير دليل مع صلاحية اللفظ له ولغيره. وأما القول الثاني ففاسد بدليل قوله -عليه الصلاة والسلام-: "كل مولود يطعن الشيطان في خاصرته إلَّا ابن مريم. فإنه جاء [يريد] (٣) أن يطعن فطعن في الحجاب" (٤). هذا يدل على أن الناجي من هذا الطعن إنما هو عيسى وحده، وذلك لخصوص دعوة أم مريم حيث قالت: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦)} (٥)، ثم إن طعنه ليس بضرر، ألا ترى أنه قد طعن كثيرًا من الأولياء والأنبياء ولم يضرهم ذلك، ومقصود هذا الحديث، والله أعلم أن الولد الذي يقال له ذلك يحفظ من إضلال الشيطان وإغوائه، ولا يكون للشيطان عليه سلطان،


(١) انظر: إكمال إكمال المعلم (٤/ ٥٩)، والمفهم (٥/ ٢٤٢٦).
(٢) في المفهم (٥/ ٢٤٢٦).
(٣) زيادة من المفهم.
(٤) لفظ الحديث في رواية أبي هريرة في تفسير الطبري (٦/ ٣٤٢): "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه، إلَّا عيسى ابن مريم، ذهب يطعن فطعن في الحجاب".
(٥) سورة آل عمران: آية ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>