للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السياقة (١): وهي شم تراب الأرض فيعلم بها الاستقامة على الطريق أو الخروج منها.

والعيافة (٢): وهي زجر الطير والتفاؤل بها، وما قارب ذلك. وأما السانح والبارح: ففي الوحش، وكانوا يتطيَّرون بالبارح، ويتفاءلون بالسانح أن يرمونه. يقال: برح الطير بفتح الراء بروحًا إذا ولاك مياسره يمر من ميامنك إلى مياسرك ويتفاءلون بالسانح. قال الجوهري (٣): لأنه لا يمكنك أن ترمه حتى تنحرف.


(١) انظر المصباح المنير (٢٩٦).
(٢) العيافة: هي زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهي من عادة العرب كثيرًا، وهو كثير في أشعارهم، يقال: عاف يعيف عيفًا إذا زجر، وحدس، وظن. قال: وبنو أسد يُذكرون بالعيافة، ويُوصفون بها، قيل عنهم: إن قومًا من الجن تذاكروا عيافتهم فأتوهم فقالوا: ضلت لنا ناقة فلو أرسلتم معنا من يعيف، فقالوا لغليم منهم: انطلق معهم، فاستردفه أحدهم، ثم ساروا، فلقيتهم عُقاب، كاسرة إحدى جناحيها، فاقشعر الغلام وبكى، فقالوا: ما لك؟! فقال: كسرت جناحًا، ورفعت جناحًا، وحلفت بالله صراحًا، ما أنت بإنس ولا تبغي لقاحًا. اهـ من النهاية (٣/ ٣٣٠).
وقال ابن القيم -رحمنا الله وإياه- في مفتاح دار السعادة (٢/ ٢٢٩، ٢٣٠):
ومن اشتهر بإحسان الزجر عندهم ووجوهه حتى قصده الناس بالسؤال عن حوادثهم وما أملوه عن أعمالهم: سموه عائفًا وعرّافًا".
(٣) النهاية (١/ ١١٤) قال: السانح ضد المبارح، فالسانح ما مر من الطير والوحش بين يديك من جهة يسارك، إلى يمينك، والعرب تتيمن لأنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>