للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما مضى, وقال بعضهم: يشترط نيته من أولها. والصحيح من مذهب مالك أيضًا أن الشرط أن ينوي معها أو مع آخر حرف من حروفها، وقيل: لابد من نيته قبل قطعه بجميع حروف اليمين والله أعلم.

العاشر: جواز استعمال "لو، ولولا" لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "لو قال إن شاء الله لم يحنث". وقد جاء في القرآن كثيرًا. وفي كلام الصحابة والسلف وترجم البخاري (١) على هذا باب ما يجوز من اللو، وأدخل فيه قول لوط -عليه الصلاة والسلام-: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} (٢) وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "لو كنت راجمًا بغير بينة لرجمت هذه" (٣)، "لو مُد لي الشهر لواصلت" (٤)، "ولولا حدثان قومك بالكفر لأتممت البيت على قواعد إبراهيم -عليه السلام-" (٥)، "ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار" (٦)، وأمثال هذا.

قال القاضي عياض (٧): والذي يفهم من ترجمة البخاري وما ذكره في الباب من الآيات والآثار إنه يجوز استعمال لو ولولا فيما يكون من الاستقبال فما امتنع من فعله لامتناع غيره، وفيما هو من


(١) البخاري (١٣/ ٢٢٤).
(٢) سورة هود.
(٣) البخاري (٧٢٣٨).
(٤) البخاري (٧٢٤١)، ومسلم (١١٠٤).
(٥) البخاري (١٥٨٦)، ومسلم (١٣٣٣)، وأحمد (٦/ ٢٣٩)، وابن خزيمة (٣٠٢٠).
(٦) البخاري (٣٧٧٩)، وأحمد (٣/ ٢٤٦)، والبغوي (٣٩٧٦).
(٧) انظر إكمال المعلم (٥/ ٤٢٠، ٤٢١) للاطلاع على عبارته.

<<  <  ج: ص:  >  >>