للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانت أو خبيثة، كما نصَّ عليه الجوهري (١).

وقوله: "ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام" يحتمل أن يكون معناه أن من كثر تعاطيه الشبهات يصادف الحرام وإن لم يتعمده، وقد يأثم بذلك إذا نسب إلى تقصير ويحتمل أن يكون معناه أن من كثر تعاطيه الشبهات اعتاد التساهل وتمرن عليه، فيجسر بفعل شبهة على فعل شبهة أغلظ منها، ثم أخرى أغلظ، وهكذا حتى يقع في الحرام عمدًا، وهذا نحو قول السلف: المعاصي بريد الكفر أي تسوق

إليه، عافانا الله من جميع البلايا. وهذا أورده القرطبي (٢) حديثًا مرفوعًا وهو معنى قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

"ويوشك" بضم الياء وكسر الشين مضارع أو شك، أي: يسرع ويقرب، وهي أحد أفعال المقاربة.

و"يرتع" بفتح التاء مضارع رتع بفتحها أيضًا، وفتحت في المضارع مراعاة لحرف الحلق.

ومعناه أكل الماشية من الشرعي، وأصله إقامتها فيه وتبسيطها في الأ كل، ومنه قوله تعالى: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [وذكر أبو سعد السمعاني (٣) في ترجمة أبي الغنائم


(١) مختار الصحاح (١٨١، ١٨٢)، مادة (ع ر ض).
(٢) المفهم (٢٨٦٤).
(٣) هو عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمَّد تاج الإِسلام أبو سعد التميمي السمعاني المروزي، ولد في شعبان سنة ست وخمسمائة، توفي في غرة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
ترجمته في آداب اللغة (٣/ ٦٨)، ومفتاح السعادة (١/ ٢١١)، وطبقات ابن شهبة (٢/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>