للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثالث: أن أحكام الآخرة وصفاتها غير أحكام الدنيا وذواتها، فإن الدم في الآخرة يتغير حكمه من النجاسة والرائحة الخبيثة التي في الدنيا إلى الطهارة والرائحة الطيبة يوم القيامة، وبذلك يقع الإِكرام له والتشريف، ويلزم من [قوله عليه الصلاة والسلام: "اللون لون دم" أن يكون دمًا نجسًا حقيقة، كما] (١) يلزم من كون رائحته ريح مسك أن يكون مسكًا حقيقة، بل يجعله الله تعالى شيئًا، يشبه هذا، ويشبه هذا بأشياء عما فارق الدنيا عليه كما أن إعادة الأجسام مما كانت عليه في الدنيا، وإن اتصفت بصفات أُخر من البقاء والدوام بعد أن كانت غير دائمة ولا باقية، ولهذا يكونون في طول واحد وسن واحد جردًا مردًا غير مختونين [(٢)] فعلمنا أن الإِعادة حق مما انتقلت عليه، وإن اكتسبن أوصافًا لم تكن [(٣)]، ليس حكمه حكمها, ولا فضله فضلها، وكذلك أهل الوضوء يبعثون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثاره إكرامًا لهم وشهادة لهم بسبب عملهم في الدنيا ليتميزوا به.

[الرابع] (٤): أن الشهيد يبعث على حاله التي جرح عليها من الدنيا.

[الخامس] (٥): ذكروا في الاستنباط من هذا الحديث أشياء


(١) في ن هـ ساقطة.
(٢) في الأصل (الرابع)، وما أثبته من ن هـ.
(٣) في ن هـ زيادة (وكذلك دم الشهيد يعاد للحكمة الذي ذكرناها وإن اكتسبت أوصافًا لم تكن).
(٤) في الأصل (الخامس)، وما أثبت من ن هـ.
(٥) في الأصل (السادس)، وما أثبت من ن هـ إلى آخر الفوائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>