للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثانى عشر: قولها: "ثم قضى" أي مات - صلى الله عليه وسلم - بعد تكرار هذه الكلمة ثلاثًا، وذلك حين خير - صلى الله عليه وسلم -، ويؤخذ من ذلك التلقين باللهم الرفيق الأعلى، وفي رواية لابن حبان أنه قال: "اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى" (١). لكن صحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - في حقنا أنه قال: "لقنوا موتاكم لا إله إلَّا الله" كما أخرجه مسلم (٢) من حديث أبي هريرة وأبي (٣) سعيد الخدري، وقال: "من كان آخر كلامه لا إله إلَّا الله دخل الجنة". كما رواه أبو داود والحاكم من حديث


= قالت: "كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخير بن الدنيا والآخرة، قالت: فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات عنه وأخذته بُحَّةٌ فجعل يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، فنظننت أنه خير حينئذ". عزاه إليه المحب في أحكامه في كتاب الجنائز وجزم بأن الرفيق الأعلى جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين، قال: وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق والخليط، يقع على الواحد والجمع، ومنه قوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)}، والرفيق أيضًا: المرافق في الطريق، وقيل: معنى ألحقني بالرفيق الأعلى: بالله تعالى، والله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة، فهو فعل بمعنى فاعل.
(١) ابن حبان (٦٥٨٤).
(٢) رواية أبي هريرة: مسلم (٩١٧)، وابن الجارود (٥١٣)، وابن ماجه (١٤٤٤)، وابن أبي شيبة (٣/ ٢٣٧)، والبيهقي (٣/ ٣٨٣).
رواية أبي سعيد: مسلم (٩١٦)، والنسائي (٤/ ٥)، وأبو داود (٣١١٧)، والترمذى (٩٧٦)، والبغوي (١٤٦٥)، وأحمد (٣١٣)، وابن ماجه (١٤٤٥).
(٣) في الأصل (وأبو).

<<  <  ج: ص:  >  >>