للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فبعثوا البعير الذي كانت عليه، فوجدوا العِقْدَ تحته (١).

الرابعة: سبب مشروعيته: أنه لمَّا كان أصل الحياة الماءُ، والمصير إلى التراب، شُرِعَ التيممُ به، ليستشعرَ بفقد الماء موتَهُ، وبالتيمم بالتراب إقبارَهُ، فيذهبُ عنه الكسلُ، ويسهلُ عليه ما صعب من العمل. كذا قيل.

وقال ابن العربي (٢): في خصوصية [هذه الأمة] (٣) بالتيمم حكمتان:

الأولى: أنَّ طهارتهم الأصليةَ كانت بالماء، فنقل الله منها عند عدمها إلى التراب الذي هو أصل الخلقة، لتكون العبادة دائرةً بين قوام الحياة وأصل الخلقة.

والثانيةُ: أن النفس خَلَقَها اللهُ -تعالى- على جبلة وهي أنها كلما تمرنت عليه أنست به، وكلما أعرضت عنه كسلت، فلو لم نوظف عليها عند عدم الماء حركة في الأعضاء، وإقبالًا على الطهور، لكانت عند وجود الماء [تُبعِد] (٤) عنها العبادة، فتشق عليها العبادة، فَشَرَع اللهُ لها ذلك دائمًا حتى يكونَ [أنسها] (٥) به، "فإنما الخير عادةٌ، والشر لجاجةٌ" (٦).


(١) البخاري رقم (٣٣٤) ... إلخ.
(٢) القبس (١/ ١٧٧).
(٣) في الأصل (هذا الماء)، والتصحيح من ن ب.
(٤) في ن ب (فيبعد)،
(٥) في الأصل (إنسًا)، والتصحيح من ن ب.
(٦) هذا حديث من رواية معاوية -رضي الله عنه- أخرجه ابن ماجه (٢٢١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>