للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) حذيفة (٢): "فضلنا على الناس بثلاث. جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وتربتها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء" فاعلم أن ذكر الخمس والست والثلاث لا يظن أنه تعارض، وإنما هذا من توهم أَنَّ ذكر الأعداد يدل على الحصر وأنها دليل خطاب، وكل ذلك باطل كما قاله القرطبي، فإن القائل: عندي خمسة دنانير، مثلًا لا يدل [على] (٣) هذا اللفظ على أنه ليس عنده غيرها، ويجوز له أن يقول مرة أُخرى: عندي عشرون وأُخرى ثلاثون، فإن من عنده الأكثر يصدق عليه أن عنده الأقل، فلا تعارض، ويجوز أن يكون الرب -سبحانه- أعلمه بثلاث، ثم بخمس، ثم بست.

الثانية: قال الداودي: في قوله: "لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي" يعني لم يجمع لأحد قبله [هذه] (٤) الخمس لأن نوحًا - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى كافة الناس، وأما [الأربع] (٥) فلم يعط واحدة منهن قبله أحدًا، وأما كونها مسجدًا فلم يأت أن غيره منع منها، وقد كان عيسى - عليه السلام - يسيح في الأرض، ويصلي حيث أدركته الصلاة.

وقال القاضي عياض (٦): من كان قبله من الأنبياء إنما أُبيح لهم


(١) في الأصل زيادة (أبي)، والتصحيح من مسلم ون ب.
(٢) مسلم (٥٢٢).
(٣) في ن ب ساقطة.
(٤) في ن ب (هذا).
(٥) في ن ب مكررة.
(٦) ذكره في مكمل إكمال إكمال المعلم (٢/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>