للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صلوات الله وسلامه عليهم - ثم تميز المؤمنين من المنافقين، ثم حلول الشفاعة ووضع الصراط، وهذه شفاعة في المؤمنين المذنبين على الصراط، وهي لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولغيره، ثم الشفاعة فيمن دخل النار، وهذا ما تقتضيه مجموع الأحاديث.

تنيه: قال بعض الناس: يكره أن يسأل الله إن يرزقه [شفاعته] (١) - صلى الله عليه وسلم -[لأنها لا تكون] (٢) إلا للمذنبين وهذا لا يلتفت إليه قال القاضي عياض: قد عرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح شفاعته ورغبتهم فيها، ولا يلزم أن تكون شفاعته للمذنبين، فإنها قد تكون للتخفيف من الحساب وزيادة الدرجات، بل كل [عامل] (٣) معترف بالتقصير، محتاج إلى العفو، غير معتد بعمله، مشفق من أن يكون من الهالكين، ويلزم هذا القائل أن لا يدعو بالمغفرة والرحمة لأنها لأصحاب الذنوب، وهذا كله خلاف ما عرف من [حال الخلف والسلف] (٤).

الثانية عشرة: قوله - عليه الصلاة والسلام -: "وبعثت إلى الناس عامة" قيل: لفظ الناس لا يندرج فيها الجن، ولا خلاف أنه - صلى الله عليه وسلم - أرسل للثقلين، ولعله من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى، فإنه إذا أرسل إلى الإِنس [فأحرى] (٥) إلى الجن، لأن الإِنس أشرف،


(١) في ن ب (لشفاعته).
(٢) في ن ب (لكونها).
(٣) في ن ب (عاقل).
(٤) في ن ب (حالة السلف والخلف).
(٥) في ن ب (فأجرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>