للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩ - وعنه لا حدث إلَّا عن صوت أو ريح (١).

٣٠ - وعنه أنه قاء فغسل فاه فقيل له: ألا تتوضأ وضوءك للصلاة؟ فقال: هكذا الوضوء من القيء (٢).

فهذه تدل على أنه لا ينتقض الوضوء، وبه قال ابن عباس وابن عمرو وأبو هريرة وعائشة -رضي الله عنهم- وابن المسيب ومالك والشافعي عملًا بها (٣)، وقالوا هي ناسخة لذلك، لأن الحفاظ من أصحاب ابن جريج (٤) يروونه عن أبيه عنه عليه السلام، ويجمع (٥) بينهما بحمل الوضوء على غسل النجاسة والانصراف من الصلاة لها كما صرح به عليه السلام.


(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب الطهارة باب ما جاء في الوضوء من الريح ١/ ٢٤٧ - ٢٤٨ رقم الحديث ٧٤، تحفة الأحوذي وقال الترمذي: حسن صحيح وهو عن أبي هريرة. وأخرجه ابن ماجه في السنن ١/ ١٧٢ رقم ٥١٥، وأخرجه أحمد في المسند ١٨/ ٦٤ رقم ٨٣٠١ تحقيق أحمد شاكر. وأخرجه ابن الجارود في المنتقى ص ١٢ رقم ٢، والبيهقي في الكبرى ١/ ١١٧. كلهم عن أبي هريرة. وقال في التلخيص الحبير ١/ ١١٧: صححه الترمذي. ورواه أحمد والطبراني من وجه آخر عن السائب بن خباب. وقال في مجمع الزوائد ١/ ٢٤٢: رواه الطبراني في الكبير ٧/ ١٦٦ وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف الحديث ولم أر من وثقه، وفيه ريح أو سماع، وبهذا اللفظ ذكره ابن أبي حاتم في العلل ١/ ٤٧ فقال: قال أبي: هذا نهم اختصر لفظ الحديث شعبة وساق لفظه (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد ريحًا من نفسه فلا يخرج حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا). أصل الحديث من الصحيحين عن أبي هريرة. انظر فتح الباري ١/ ٢٨٣، شرح مسلم للنووي ٤/ ٤٩ - ٥١.
(٢) ذكر الحافظ الزيلعي في نصب الراية ١/ ٣٧ حديثًا نحو هذا، والحافظ ابن حجر في الدراية ١/ ٣٠، ولفظه (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاء فلم يتوضأ). قال الزيلعي: غريب. وقال الحافظ لم أجده. وهكذا لفظ المصنف لم أجده. وقد نقل صاحب نصب الراية عن النووي في الخلاصة قوله ليس في نقض الوضوء وعدم نقضه بالدم والقيء والضحك في الصلاة حديث صحيح.
(٣) انظر: السنن الكبرى للببيهقي ١/ ١٥٥، والمجموع للنووي ٢/ ٥٥ - ٥٦.
(٤) تقدم بحث رواية إسماعيل بن عياش عن ابن جريج برقم (٢٢) وقد صحح الحفاظ إرسال الحديث.
(٥) القول بالشيخ ضعيف، وليس هذا من بابه بل هو أقرب إلى الترجيح أو الجميع بين الروايات، وقد جمع بينها البيهقي في السنن الكبرى ١/ ١٤١ - ١٤٣ بحمل الوضوء هنا على غسل النجاسة لا الوضوء.
وانظر: شرح السنة للبغوي ٢/ ٣٥٥، ومعرفة السنن للبيهقي ١/ ٣٦٧ - ٣٦٨، والمجموع للنووي ٢/ ٥٥ وقد نقل هذا عن جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وجابر وعائشة وابن عباس رضي الله عنهم، وغيرهم من التابعين ومنهم ابن المسيب. انظر: المصادر المتقدمة، والتلخيص الحبير ١/ ١١٣ - ١١٤.

<<  <   >  >>