للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تنبيه: لا يخمس السلب (١).

٥٦٠ - أبنا أحمد وأبو داود عن عوف وخالد -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يخمس السلب (٢).

الثالثة: في اجتهاد الإِمام فيه:

٥٦١ - أنبا أحمد عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال خرجت مع وفد حارثة (٣) في غزوة مؤتة ووافقني مددي (٤) من اليمن- فلقينا جموعًا من الروم فيهم رجل على فرس أشقر (٥) عليه سرج وسلاح مذهب فجعل يفري (٦) بالمسلمين فقعد له المددي خلف صخرة فمر به فعرف فرسه وقتله وجاء بفرسه وسلاحه، فلما فتح الله على المسلمين بعث خالدًا إليه فأخذ السلب، قال عوف يا خالد أما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته فقلت لتردنه إليه، أو لأعرفنكها (٧) عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأبى أن يرده


(١) وممن قال بتخميس السلب ابن عباس وأبو حنيفة، انظر شرح معاني الآثار ٣/ ٢٣٠ وفي السنن الكبرى للبيهقي ٦/ ٣١٠ - ٣١١ أورد الأدلة فيمن قال بتخميسه ومن منع ذلك، وانظر معالم السنن للخطابي ٣/ ١٦٤ وشرح السنه للبغوي ١١/ ١٠٧ - ١٠٨ وتفسير القرطبي ٨/ ٨، وشرح مسلم للنووي ١٢/ ٥٩ وفتح الباري ٦/ ٢٤٧ ونيل الأوطار ٨/ ٦٤.
(٢) أخرجه أبو داود في السنن في الجهاد باب في السلب لا يخمس ٣/ ١٦٥ رقم ٢٧٢١ وفي إسناده إسماعيل بن الشامي فقد رواه هنا عن الشاميين أهل بلده وهو ثقة في أهل الشام، وقد تقدمت ترجمته ص ١٥٤ وأخرجه أحمد في المسند ٤/ ٩٠، ٦/ ٢٦ عن عوف بن مالك وخالد بن الوليد، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ٢٢٦ بنحوه والبيهقي في السنن الكبرى ٦/ ٣١٠ وانظر طرف الحديث في نصب الراية ٣/ ١٠٥ والتلخيص الحبير ٣/ ٤٢٩ وسيأتي نحوه في هذا الكتاب برقم ٥٦١ وهو الآتي بعد هذا.
(٣) صوابه زيد بن حارثة وهو مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمره يوم مؤته على الجيش وقد كانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وهي قرية معروفة على طريق الشام عند الكرك التقى فيها جيش المسلمين مع جيش الروم وفيها استشهد زيد وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم. انظر البداية والنهاية لابن كتير ٤/ ٢٤١ وما بعدها.
(٤) مددي: أي ممن جاء مددًا ومساعدًا للجيش في مؤته وهذا الرجل من اليمن. انظر معالم السنن ٣/ ١٦٣.
(٥) الفرس الأشقر الَّذي تعلوه حمرة ببياض وأحمر صافية. المصباح المنير ص ٣١٩ مادة شقر.
(٦) يفري: أصل الفري القطع ومعناه هنا شدة النكاية بالمسلمين، ويقال فلان يفري القرى إذا كان يبالغ في الأمر. معالم السنن ٣/ ١٦٣.
(٧) عرفتكها: جازينك عليها. معالم السنن ٣/ ١٦٣.

<<  <   >  >>