للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

واختار البيضاوي تعريفًا آخر للنسخ فقال: هو بيان انتهاء حكم شرعي بطريق شرعي متراخ عنه (١).

وارتضاه جماعة ومنهم المصنف (٢).

وقد أعرضت عن ذكر بقية التعريفات الأخرى للنسخ وما وجه عليها من الاعتراضات خشية الإطالة (٣).

[تعريف الأحناف للنسخ]

قالوا: النسخ هو أن يرد دليل شرعي متراخيًا عن دليل شرعي مقتضيًا خلاف حكمه (٤).

وعرفه آخرون منهم بأنه: رفع تعلق مطلق بحكم شرعي ابتداء (٥).

واستدل الجمهور للنسخ الشرعي بآيات، منها قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (٦)، وبقوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} (٧)، وبقوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (٨)، ومن السنّة بأحاديث وآثار كثيرة ذكرها المصنف في مقدمته (٩)، وفيها غنى من التكرار (١٠).


(١) انظر: الابهاج على المنهاج للسبكي ٢/ ٢٤٧، وشرح الاسنوي والبدخشي على منهاج البيضاوي ٢/ ١٦٢ - ١٦٣.
(٢) ذكره في الفصل الثالث من مقدمة هذا الكتاب ص ١٢٩.
(٣) راجع تعريفات أخرى في: البرهان لإمام الحرمين ٢/ ١٢٩٣، والعدة لأبي يعلي بن الفراء ٣/ ٧٦٨، روضة الناظر لابن قدامة مع شرحها مذكرة أصول الفقه ص ٦٦، المسودة ص ١٩٥ لابن تيمية، وشرح الكوكب المنير ٣/ ٥٢٦، النسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد ١/ ٥٥ - ٨٨، فقد حاول استقصاء تعريفات علماء الأصول.
(٤) انظر: التلويح على التوضيح ٢/ ٣٠٥، وفواتح الرحموت ٢/ ٥٣ والتعريفات للجرجاني ص ٢٤٠.
(٥) انظر: التحرير لابن الهمام مع شرحه التقرير لابن أمير الحاج ٣/ ٤١.
(٦) سورة البقرة - آية: ١٠٦.
(٧) سورة النحل - آية: ١٠١.
(٨) سورة الرعد - آية: ٣٩.
(٩) انظر الفصل الخامس من مقدمة المصنف في إثبات النسخ بدليل شرعي ص ١٣٠.
(١٠) راجع أدلة النسخ الشرعية في التفسير الكبير للرازي ٣/ ٢٢٦، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي ص ٤١ - ٤٢، وتفسير القرطبي ٢/ ٦٢، والفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي ١/ ٨٠، والاعتبار ص ٨ للحازمي، والناسخ والمنسوخ للنحاس ص ٧، والناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلام ص ٥، والناسخ والمنسوخ لابن حزم على هامش الجلالين ٢/ ٥١ - ٥٢.

<<  <   >  >>