٨ - وقع النسخ في الكتاب بالكتاب وبالسنَّة، وفي السنَّة بالسنَّة وبالكتاب، وبنسخ المتواتر بالمتواتر، والآحاد بالآحاد وبنسخ المتواتر بالآحاد والعكس، وهو واقع وأمثلته موجودة في كتب الأصول والناسخ والمنسوخ.
٩ - النسخ في كتاب الله على ثلاثة أنواع نسخ الحكم والتلاوة معًا ونسخ الحكم دون التلاوة، ونسخ التلاوة دون الحكم.
أما السنَّة فلم يقع فيها نسخ ألفاظ الأحاديث الوارد فيها ناسخ ومنسوخ وإنما وقع فيها نسخ الأحكام فقط مع بقاء ألفاظ الأحاديث التي جاءت فيها هذه الأحكام، ولم يرد فيها نسخ الحكم واللفظ معًا كما في القرآن، وأمثلة ذلك مدونة في كتب الناسخ والمنسوخ في القرآن والسنَّة.
وقد استطعت من خلال دراستي للكتاب أن أؤيد ما ذهبت إليه في المقدمة من أن المؤلف - رحمه الله - إستطاع أن يوجز العبارة معبرًا عن المعاني التي فصلها غيره بإيجاز مسايرًا عصره الَّذي عاش فيه عصر المختصرات، وبذلت جهدًا ظهر أثره في تعليقاتي وتوضيحاتي، وإني لأقدم الكتاب بهذه الحلة القشيبة فيما اعتقد.
وبذلت جهدًا كذلك في تصحيح الأحاديت التي ذكرها المؤلف صراحة أو إشارةً ووضحت كثيرًا من عباراته، وشرحت ما غمض مع التزام العزو الدقيق والإستيفاء الممكن في ذلك وتتبعت ما قاله المؤلف وحكمت له أو عليه، كل ذلك مؤيدًا بالنقول وعزو الأقوال إلى قائلها، وصنعت له فهارس مفصلة منوعة تقرب أبوابه وفوائده ومسائله وأحاديثه لمبتغيها، ولا أدَّعي الكمال فهو لله وحده ويشفع لي أني بذلت ما استطعت ولا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها ونيتي خالصة في ذلك كلَّه.
وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك والفضل لله في البدء والختام.
والحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.