للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدها منصوبًا. (١)

و"حتى" إذا وقع بعدها "إذا" احتمل أن تكون بمعنى "الفاء"، أي: "فإذا كانت"، كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} [الزمر: ٧١، ٧٣]، أي: "فإذا جَاءوها"، أو بمَعنى "إلى [أنْ] (٢) ". (٣)

فإذا كانت بمعنى "إلى أنْ" - كما هي هُنا - يكون التقدير: "كان يعتكف في العشر الأوسَط، فاعتكف عامًا، إلى أنْ قَال وقْتَ خُروجه من مُعتكَفه ليلة إحدى وعشرين: مَن اعتكف معي".

قالوا: ولا بُدّ من هذا التقدير في استعمال "حتى" بمعنى الغاية؛ لأنّ الغَاية لا تُؤخَذُ إلّا مِن جَوابِ الشّرط. (٤) وقَد تقَدّم ذلك في الحديث الثّاني من "السّهو".

وجَوّز "الزمخشري" أنْ تكُون (٥) مع "إذا" الجارّة. [واختاره] (٦) "ابن مالك". (٧)


(١) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٤٧٠)، شرح التسهيل (٣/ ١٦٦ وما بعدها)، شرح المفصل (٤/ ٤٦٥، ٤٦٨)، الهمع (٢/ ٤٢٦).
(٢) بالنسخ: "أن جاءوها"، ثم ضرب ناسخ الأصل على "جاءوها".
(٣) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٤٧٠)، عقود الزبرجد للسيوطي (١/ ٢٤٠)، الجنى الداني (ص ٣٧١، ٣٧٢).
(٤) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (١/ ٥٢٩)، (٤/ ٤٧٠)، إرشاد الساري (١/ ٢٢٩)، (٩/ ٤٢٨)، (١٠/ ١٠٣)، عُقود الزَّبَرجَد للسيوطي (٣/ ١٨)، مُغني اللبيب (ص ١٦٩)، الجنى الداني (ص ٥٥٤، ٥٥٥)، توضيح المقاصد والمسالك (٣/ ١٢٥٠)، شرح شُذور الذهب للجوجري (٢/ ٥٢٨)، موصل الطلاب (ص ١٠٤ وما بعدها)، همع الهوامع (٢/ ٣٨١)، الكُليات للكفوي (ص ٣٩٦).
(٥) أي: "حتى".
(٦) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "وصورها".
وانظر: الجنى الداني (ص ٣٧١، ٣٧٢).
(٧) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٤٧١)، عُقود الزبرجَد (١/ ٢٤٠)، الجنى الداني =

<<  <  ج: ص:  >  >>