للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ليلة إحدى": فاعلُ "كان"؛ لأنّها التامّة، بمعنى "حدث" أو "وقع". وتقَدّمت أقسَام "كَان" في الحديث الأوّل من الكتاب، وأقسام "حتى" في الثّاني منه أيضًا.

وتمييزُ العَدَد هنا محذوفٌ، أي: "كانت ليلة إحدى وعشرين"، ومع المذكّر "أحد وعشرون". وتقَدّم العَدَد في الثّالث من "التيمم".

قوله: "وهي الليلة التي يخرج من صَبيحتها": الضّمير في "وهي" يعُود على "الليلة" المضَافَة إلى "إحدى"، ولا يعُودُ على "الليلة" [المميزة] (١)؛ لأنها لبيان جنس العَدَد. وهذه المضَافَة من الظروف المختصّة، فزَادَهَا تأكيدًا وبَيَانًا بقوله: "وهي الليلة التي يخرُج من صَبيحتها"؛ فـ "هي" مُبتدأ، و"الليلة" خَبره، و"التي" وصلتها، وعائدها صِفَة لليلة، وفَاعِلُ "يخرُج": "ضَميرُ النبي - صلى الله عليه وسلم -"، والضّمير في "صَبيحتها" هو العَائدُ على "النبي".

قوله: "من صَبيحتها": يتعلّق بـ "يخرج"، و"من" بمعنى "في"، كما تقَدّم، أو تكُون التي لابتداء الغاية في الزّمان. (٢)

وقد اختلف في ذلك، فمنع أكثر النحويين من البصريين مجيئها لابتداء الغاية في الزمان، وقال به الكُوفيون ومَن وافقهم من البصريين، واختاره ابن مالك، واستدل على ذلك بظواهر من الكتاب والسنة. (٣)


= (ص ٣٧١، ٣٧٢).
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "المبينة".
(٢) انظر: اللمحة (١/ ٦٤)، شرح الكافية الشافية لابن مالك (٢/ ٧٩٦، ٧٩٧)، شرح الأشموني (٢/ ٧٠).
(٣) انظر: البحر المحيط (٥/ ٥٠٤)، إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص ٤٠)، شَواهِد التَّوضيح (ص ١٨٩)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (١/ ٣٠٦ وما بعدها)، اللمحة (١/ ٦٤)، شرح التسهيل (٣/ ١٣١ وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (٢/ ٧٩٦، ٧٩٧)، شرح الأشموني (٢/ ٧٠)، شرح ابن عقيل (٣/ ١٥)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>