للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّيطان".

وتقَدّم الكَلامُ على "أنْ" المصْدَريّة في الرّابع مِن أوّل الكتاب.

ويحتمل أنْ يكُون التقدير: "إنّي خَشيتُ عَليكما أي: "من الكُفر"؛ ويكون "أنْ يَقْذِف" مفعُولٌ له، أي: "لأجْل أنْ يَقْذِف". (١)

قوله: "في قُلُوبكما": يتعلّق بـ "يَقْذِف". وجُمِع "قُلُوب" كما جُمِع في قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: ٤]، وقوله تعالى: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: ٢٣]، والمرادُ: "حَوّاء وآدم"؛ لأنّه جَعَل لَفْظ الجمْع وَاقِعًا على المثنّى مَعْنى.

ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ" (٢).

وقد اجتمَعَت التثنية والجمْع في قول الرّاجز:

وَمَهْمَهَينِ فَدْفَدَيْن مَرْتَيْنْ ... ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التُّرْسَيْن (٣)


(١) راجع: إحكام الأحكام (٢/ ٤٥).
(٢) صَحيحٌ: سُنن ابن ماجه (٣٥٧٣)، والموطأ (١٢)، من حديث أبي سعيد الخدري. وفي سنن النسائي الكبرى (٩٦٢٩)، من حديث أبي هريرة. وصحّحه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع الصغير وزياداته" (٩١٩).
(٣) البيتُ من السريع، قال في "خزانة الأدب" (٢/ ٣١٣): "ورُبّمَا حسب من لا يحسن العرُوض أَنّه من الرّجز كما توهّمه بَعضهم؛ لأنّ الرجز لَا يكون فيه معولات فَيرد إلى فعولات". ويُنسَب لخطام المجاشعي، شاعر إسلامي، وهو الصحيح. وقيل: لهميان بن قحافة. ويُروَى فيه: "قَذَفَيْنِ". والشاعر يصف مفازة قَطَعَها، والمَهْمَهُ: القَفرُ، والقَذَفُ بالفتح: البعيدُ، والفدفد: الأَرض المستوية، والمَرْتُ: الأرض التي لا تنبُت. انظر: الكتاب (٢/ ٤٨)، (٣/ ٦٢٢)، شواهد التوضيح (ص ١١٦)، إيضاح شواهد الإيضاح (٢/ ٥٧٥ وما بعدها)، البيان والتبيين للجاحظ (١/ ١٤٤)، شرح المفصل (٣/ ٢١٠، ٢١١)، خزانة الأدب (٧/ ٥٤٨، ٥٤٩)، المعجم المفصل (١٢/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>