للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إاْذَن لي" بهمزتين، الثّانية "فاء" الكلمة، والأولى "همزة" الوصل المجتلبة في الأمر عند النطق بالسّاكن؛ لأنّه مختصَر مِن "أذِن"، "يأذَن". ولك أنْ تُبْدل "الهمزَة" الثّانية - وهي "فَاء" الكَلمة - "يَاء"؛ فتقُول: "إيذن لفُلان"، وإنما قلبتها لانكسَار "الهمزة" قبلها. (١)

قال النّحاس: "أذِن" إذا دَخَل عَليها "الواو" أو "الفَاء"؛ فهجاؤها في الخط: "ألف وذال ونُون" بغير "ياء"، وأمّا إذا دَخَل عليها "ثُم" فهجاؤها في الخط: "ألف وَياء وذَال ونُون". والفَرْقُ: أنّ "ثُم" يُوقَف عليها ويُنْفَصَل، [بخِلافهما] (٢). (٣)

و"لِي": يتعَلّق بـ "إئذن".

قوله: "أيّها الأمير": مُنَادَى محذُوف حَرْف النّداء، وذَلك سَائغٌ، إلّا مَع اسم الجنس والإشارة والمندوب واسم الله تعالى.


(١) انظر: إرشاد السّاري (٣/ ٣٠٤)، الإعلام لابن الملقن (٦/ ١٠٥)، المفتاح في الصرف للجرجاني (ص ٨٠)، الهمع (٣/ ٥٠٩)، شرح ابن كمال باشا على مراح الأرواح (ص ٩٩)، حركة حروف المضارعة، بحث لعبد الله بن ناصر القرني، نشرته: مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، (العدد ١١٩/ ٤٧٠).
(٢) بالنسخ: "بخلافها". والصواب المثبت.
(٣) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٤٣١)، اللباب لابن عادل (١٠/ ١١٠)، الدر المصون للسمين (٦/ ٦٢).
قال في الدر المصون (٦/ ٦٢): "يعني أنه إذا دخلت واوُ العطف أو فاؤه على هذه اللفظةِ اشتدَّ اتصالهُما بها، فلم يُعْتَدَّ بهمزة الوصْل المحذوفة دَرْجًا، فلم يُرْسَم لها صورةٌ، فتكتب (فَأْذَنْ، وَأْذَنْ)، فهَذه الألفُ مِنْ صورةِ الهمزة التي هي فاءُ الكلمة. وإذا دخلت عليها (ثم) كُتِبَتْ كذا: {ثُمَّ ائْتُوا}، فاعتدُّوا بهمزة الوصل، فرسموا لها صورة. قُلتُ: وكأنَّ هذا الحكمَ الذي ذَكره مع (ثم) يختصُّ بهذه اللفظة، وإلا فغيرُها مما فاؤُه همزةٌ تسقط صورة همزة وصلِه خَطًّا، فيُكتب الأمرُ من الإِتيان مع (ثم) هكذا: (ثم أْتُوا)، وكان القياسُ على (ثمَّ ائْذَنْ): (ثم ائتوا)، وفيه نظر".

<<  <  ج: ص:  >  >>