للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أُحَدّثك": تقَدّم الكَلامُ عليه في الحديث الخامِس من "باب فضل الجماعة".

قوله: "قَوْلًا": مصْدرُ "قَالَ". ولما تضَمّن الحديثُ "القَول" جَرى المصدر على مَعْنَاه، لا على لفْظِه، [أي] (١) يكُون منْصُوبًا بإسْقَاط الخَافِض، أي: "أُحَدّثك بقَوْل".

قوله: "قَامَ به رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -": جملة في محلّ صِفَة لـ "قَوْل".

قوله: "الغَد مِن يَوْم الفَتْح": حَقيقةُ ["الغد"] (٢) اليوم الذي بعْد يَومك، فإذا استُعْمِل في غير ذلك أضَافوه إلى غَد يومه الذي وَقَع الفعل فيه، إمّا ماضيًا كما جَاء هُنا، وإمّا مُتأخرًا عن غَد يَوْمه؛ فتقُول: "أفعَلُ غَدًا" مِن غير إضَافة ولا تعريف؛ لأنّه وَقَع فيما وضع له، كالعلم، و"فعلتُ غَد يوم الجمعة" و"الغَد مِن يوم الجمعة" حِكَاية "غَد" يوم مَاض، و"فَعَلتُ بعد غَد" أو "بعْد الغَد" مما تأخّر فِعْله عن محلّه؛ لأنّه صَار نَكِرَة، ولذلك دَخَلَه التّعريف العَهْدي؛ لأنّه استُعْمِل في غَير مَا وضِع لَه لما حَكوا به كما حَكوا باسم الفَاعِل الحالَة الماضِية في نحْو قَوله تعَالَى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [الكهف: ١٨]، فأعْمَلوا "باسطًا" في "ذراعيه" وإنْ كان مَاضيًا؛ لأنّهم حَكوا حَالة وقُوع الفِعْل في الحالة الماضية. (٣)

قَالَ السّهيلي: إنْ قُلت: لم بنوا "أمس" إذا أرادوا به "اليوم الذي قبل يومهم"، ولم يبنوا "غَدًا" إذا أرادوا به "اليوم الذي بعْد يومهم"؟

والجواب: أنّ الأيامَ مُتماثلة مِن حيث أنّ كُلا منها عبارَة عن جملة حَرَكَات


(١) غير واضحة بالأصل. ولعلها: "و". والمثبت من (ب).
(٢) بالنسخ: "لغد".
(٣) راجع: الإعلام لابن الملقن (٦/ ٢٧٩)، نتائج الفكر للسهيلي (ص ٨٨ وما بعدها)، شرح المفصل (٤/ ١٠٠)، مُغني اللبيب (ص ٩٠٦)، شرح القطر (ص ٢٧١)، شرح التصريح (٢/ ١٢)، تاج العروس (٣٩/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>