للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "بالأمْس": جَار ومجرُور يتعَلّق بـ "حُرْمتها"، ومتى عُرّف "أمْس" بالألِف واللام أو بالإضَافَة أُعْرب، تقُول: "ذَهَب الأمْس"، و"كَرهتُ الأمس"، و"كَان أمْسنا طَيبًا". وإنْ كَان بغَير "لام" ولا إضَافَة بُنيَت؛ لتَضَمّنها الألِف واللام، ولم تُبْن على السّكُون؛ لأنّ قبْل آخِرها سَاكِنٌ، فكُسِرَت لالتقَاءِ السّاكنين، وهِي عَنْد "بني تميم" كذلك إذا كَانَت في مَوْضِع نَصْب أو خَفْض بغَير "مُذ" و"مُنْذ"، وإنْ كَانَت في مَوضِع رَفْع أو خَفْض [بـ "مُذ" أو] (١) "مُنذ"، فيُجرونها مجْرَى اسْم لا ينصَرّف، فيقُولُون: "ذَهَب أمْس بما فِيه" و"مُذ أمْس"، فيُعربُونها، ويمنَعُونها الصَّرْف للتعريف والعَدْل، وذَلك لأنّ "أمْس" في الأَصْل نَكِرَة، فكَان حَقّه أنْ يُعَرّف بالألِف واللام أو بالإضَافَة، فعَدلُوا عَن ذَلك، وعَرّفُوه بالعَلَمية. (٢)

قَالَ الغَافقي: هَذا كُلّه نصّ عليه سيبويه. (٣)

قَالَ أبُو القَاسِم الزّجّاج: ومِن العَرَب مَن يَبْنيه على الفَتْح (٤)، وأنْشدَ:

لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبًا مُذْ أَمْسَا ... عَجَائزًا مِثْلَ السَّعَالِي خَمْسَا


(١) هذا ما يظهر لي بالأصل.
(٢) انظر: الكتاب (٣/ ٢٨٣ وما بعدها)، الجمل في النحو (ص ٢٠١)، شرح الأشموني (٣/ ١٦٤)، الأزمنة وتلبية الجاهلية، لقطرب، (ص ٣١ وما بعدها)، شرح المفصل (٣/ ١٣٦ وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٨١ وما بعدها)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص ١٢٦ وما بعدها)، اللمحة (٢/ ٩٠٩ وما بعدها)، الهمع (٢/ ١٨٩ وما بعدها)، لسان العرب (٦/ ٨ وما بعدها)، تاج العروس (١٥/ ٤٠٧).
(٣) انظر: الكتاب (٣/ ٢٨٣ وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٨٢).
(٤) انظر: اللامات لأبي القاسم الزجاجي (ص ٥٤)، درة الغواص في أوهام الخواص (ص ٢٨٢)، شرح التسهيل (٢/ ٢٢٣)، شرح الأشموني (٣/ ١٦٤)، الكتاب (٣/ ٢٨٤، ٢٨٥)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٨١)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص ١٢٩) ووهمه ابن هشام - الهمع (٢/ ١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>