للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة "رَأيْتُ" في محل معْمُول القَوْل، والقَوْل معْمُول متعَلّق حَرْف الجر، والتقْديرُ: "أنّه قَالَ"؛ ليَصِحّ إقَامته مَقَام الفَاعِل. والرّؤيَة هُنا بَصَريّة، تتعَدّى لمفْعُول واحِد (١).

وأصْلُه: "رَأَيَ" تحرّكَت "اليَاء" وانفَتَح مَا قبْلَها؛ فقُلبَت أَلِفًا، فلمّا اتّصَل بها ضَمير المتكَلّم رُدّت سَاكِنَة؛ لانتفاء مُوجب القَلْب. (٢)

و"رَسُولَ الله": مفعُول القَوْل. وجملة "- صلى الله عليه وسلم -" مُعترضَة لا محلَّ لها.

قوله: "حِين يَقْدَم": إنّ "حِين" ظَرْف زَمَان، ويجُوزُ فيه إذَا أُضيف الإعْرَابُ - على الأَصْل - والبنَاءُ، فإنْ كَان مَا وَلِيَه فِعْلًا مَبْنيًّا فالبنَاءُ رَاجِحٌ للتّنَاسُب، كقَوْله:

على حِينَ عَاتَبْتُ المشِيبَ على الصِّبَا ... [فقُلْتُ] ألَمَّا أَصْحُ والشّيْبُ وَازعُ؟ (٣)

وإنْ كَان فِعْلًا مُعْرَبًا - مثل مَا وَقَع هُنَا - أو جملَة اسمية: فالإعرابُ أحْسَن، وأجَاز الكُوفيون البنَاءَ، وعَليه قِراءَة نَافِع: "هَذَا يَوْمَ يَنْفَعُ" (٤). (٥)


(١) انظر: المصباح المنير (١/ ٢٤٦).
(٢) راجع: البحر المحيط (٢/ ٦٤)، إرشاد الساري للقسطلاني (٩/ ٢٧٢)، شرح ديكنقوز على مراح الأرواح (ص ١٢٠).
(٣) البيتُ من الطويل. وهو للنابغة الذبياني. وقد سقط بالنسخ من البيت لفظ: "فقلت". وقد سبق تخريج البيت. والشّاهد: "على حين"، فقد بناه على الفتح لما أضافه إلى الفعل الماضي، أي: "في حين". انظر: سر صناعة الأعراب (٢/ ١٦٦)، الأضداد لأبي بكر الأنباري (ص ١٤٠)، الأزمنة والأمكنة (ص ٤٩٨)، شرح المعلقات السبع (ص ٤٠)، العُمدة في محاسن الشعر (١/ ٢٣٧)، شرح أدب الكاتب لابن الجواليقي (ص ١٦٣)، خزانة الأدب للبغدادي (٦/ ٥٥٠، ٥٥١)، المعجَم المفصّل (٤/ ٢٩٢).
(٤) سورة [المائدة: ١١٩]. وانظر في القراءة: غيث النفع (ص ٢٠٤)، الكنز في القراءات العشر (١/ ٧٩)، (٢/ ٤٦٢)، شرح التصريح (١/ ٧٠٦)، أوضح المسالك (٣/ ١١٤)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (١/ ١٣٢)
(٥) انظر: الفائق للزمخشري (١/ ١١٠)، الكتاب (٢/ ٣٢٩، ٣٣٠)، مغني اللبيب (ص ٦٧٢)، شرح التصريح (١/ ٧٠٥ وما بعدها)، شرح التسهيل (٣/ ٢٥٥ وما بعدها) , =

<<  <  ج: ص:  >  >>