للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحيضَة جَاءَت بعْد إفَاضَتها.

قوله: "فَأرَاد منها ما يُريد": "مَا" مَوصُولَة مفْعُولَة، والعَائِدُ عَليهَا ضَميرٌ منصُوب محذُوف، التقدير: "الذي يُريده الرّجُل". وتقَدّم أنّ ضَمير المفعُول يحذَف غَالبًا مَع "شَاء" و"أرَاد" (١). و"مِن أهْله" يتعلّق بـ "يريد".

قوله: "فقُلتُ: يا رَسُولَ اللَّه، إنّها حَائِض": الجملَة كُلّها معمُولة للقَول. وقَال: "حَائض"، ولم يقُل: "حَائِضَة"؛ لأنّها صِفَة لا يشركها فيها الذّكَر، كـ "طَامِث" و"مُرْضِع" (٢).

قوله: " قَالَ: أحَابستنا هِي؟ ": "أحابستنا" مبتدأ معتَمد على "همزة" الاستفهام، ووَقَع هُنا صِفَة مُطَابقة لمفْرَد؛ فيجُوز فيها ما يَجوز في: "أقَائمٌ زَيدٌ؟ " من الرّفع على الابتداء، و"زَيدٌ" فَاعِل سَدّ مَسَد الخبر، أو الرّفْع على الخبر، و"زَيدٌ" مبتدأ. (٣)

ونظيرُ هَذه المسألة: قولُه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " (٤). (٥)

وَلَا يَجوز أن يكون "حابستنا" مبتدأ، و"هي" خبره؛ لأنّ "حابستنا" إضافته غير معرفة؛ لأنّ اسمَ الفَاعِل لا يتعرّف بالإضَافة إِذَا كان بمعنى الحال أو


(١) انظر: تفسير الزمخشري (١/ ٨٧)، البحر المحيط (١/ ١٤٥).
(٢) انظر: الأصول في النحو لابن السّرّاج (٣/ ٨٤)، شرح الكافية الشافية (٤/ ١٧٣٧)، شرح المفصل (٣/ ٣٧١ وما بعدها)، المقتضب (٣/ ١٦٣)، البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث للأنباري (ص ٨٥، ٨٦)، لسان العرب (٨/ ١٢٧).
(٣) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٩/ ١٣)، مغني اللبيب لابن هشام (ص ٧٢٣)، شرح الأشموني (١/ ١٨٢)، شرح الكافية الشافية (١/ ٣٣٢)، شرح ابن عقيل (١/ ١٩٧، ١٩٨)، الهمع للسيوطي (١/ ٣٦٣).
(٤) متفقٌ عليه: البخاري (٣)، ومسلم (١٦٠/ ٢٥٢)، من حديث عائشة.
(٥) انظر: شواهد التوضيح (ص ٦٣ وما بعدها)، عقود الزبرجد (٣/ ١٩٩ وما بعدها)، نتائج الفكر (ص ٣٢٨)، الهمع (١/ ٣٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>