للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُؤكدًا، نحو قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} [البقرة: ٩١].

ومنه: "خلق الله الزّرَافة يديها أطوَل من رجليها"، فأطوَل حال لازمة غير منتقلة، لكنها في حكم المنتقلة؛ لأنّ المعلوم من سائر الحيوان استواء [القوائم] (١) الأربع. فلا يخبر بهذا الأمر إلا مَن يعرفه.

وكذلك هنا، المعلوم من سائر الخلق عَدم "الغُرة" و"التحجيل"، فلما جعل الله ذلك لهذه الأمّة دون سائر الأمم صارَت في حُكم المنتقلة بهذا المعنى.

ويحتمل أن تكون هذه علامة لهم في الموقف وعند الحوْض، ثم تنتقل عنهم عند دخولهم الجنة؛ فتكون مُنتقلة بهذا المعنى. (٢)

و"محجّلين": حالٌ أيضًا، فإن كان معنى "يُدعَون": "يُسمَّون" كان "غرًّا" [مفعولًا] (٣) به، و "محجّلين" حالٌ من الضّمير في "غرًّا"، أو حالٌ من ضمير "يُدعَون"، أو حالٌ ثانية.

قوله: "من آثار الوضوء": "من" سببية؛ أي: "بسبب آثار الوضوء".

ومثله قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} [نوح: ٢٥]، أي: "بسبب خطاياهم أغرقوا" (٤).

وحرفٌ الجر يتعلق بـ "محجلّين" أو بـ"يُدعَون"، على الخلاف في باب التنازع (٥)


= (٢/ ٢٤٤).
(١) بالأصل: "القائم". والمثبت من (ب).
(٢) انظر: إرشاد الساري (١/ ٢٢٨).
(٣) بالأصل: "مفعول". والمثبت من (ب).
(٤) انظر: التبيان في إعراب القرآن (٢/ ١٢٤٢)، إرشاد الساري (١/ ٢٢٨)، مغني اللبيب لابن هشام (ص ٤٢١).
(٥) فالكوفيون يختارون إعمال الأول لسبقه، والبصريون يختارون إعمال الأخير لقُربه.=

<<  <  ج: ص:  >  >>