للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخَاطَبين، ودَلّ على أنَّها لم تسِر معهم قِراءَة النّصْب. (١)

قوله: "لم يُحرِم": جملة مُؤَكِّدة لما قَبْلها؛ فلا محلّ لها. ويحتمل أنْ تكُون في محلّ خَبر مُبتدأ محذُوف، أي: "وهُو لم يُحْرِم". ويحتمل أنْ تكُون في مَوضِع الحَال، وفيه بُعْد.

قوله: "فبينما هُم يسيرون": ["بين"] (٢) إِذَا لَزِمَتها "مَا" انقَلَبت مِن المكَانية إِلَى الزّمَانية، وكذلك "الألِف"، والتقدير عندهم: "بين أوقات كذا"، ويزولُ عنها الاخْتصَاص بالأسماء؛ فيليها إذ ذَاك الجمْلَتان (٣)، وقد وَقَع بعد "بين" هُنا الجمْلَة الإسمية، والتقدير: "بين أوقات سَيرهم".

قوله: "إذْ رَأوا حُمُر وَحْش": "إذْ" هُنا الفُجَائيّة عند الأكثَرين. وبعضُ البصريين يمْنَع مجيئها فُجَائيّة. (٤)

والعَامِلُ في "بينما": "يَسيرون"، وهي جملة من فِعْل وفَاعِل مرفوع بـ "النّون"، في محلّ خَبر "هُم". وتقَدّم الكَلامُ على "هُم" قريبًا.

والعَامِلُ في "إذ" مَعنى المفَاجَأة، أو الفِعْل الواقِع بعدَها وهُو


(١) انظر: شواهد التوضيح (ص ٩٤، ٩٥).
(٢) بالنسخ: "بينما". وقد مر نظيره.
(٣) انظر: البحر المحيط (١/ ٤٠١)، الإعلام لابن الملقن (٥/ ٢٠٩)، عقود الزبرجد (١/ ٢٧٠ وما بعدها)، (٢/ ٤٢١)، سر صناعة الإعراب (١/ ٣٩)، اللمحة (١/ ٤٥١)، الجنى الداني (ص ١٧٦، ١٩٠)، التسهيل (ص ٩٣، ٩٤)، أمالي ابن الشجري (٢/ ٥٩١)، شرح التسهيل (٢/ ٢٠٩ وما بعدها، ٢٣١)، شرح المفصل (٣/ ١٨)، الهمع (٢/ ٢٠٣ إلى ٢٠٦)، المنهاجُ المختَصر (ص ١٠٠)، النحو الوافي (٢/ ٢٨٦ وما بعدها).
(٤) انظر: عقود الزبرجد (١/ ٢٧١)، مُغني اللبيب (ص ١١٥)، الجنى الداني (ص ١٨٥ وما بعدها)، موصل الطلاب (ص ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>