للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"رأوا". (١) وقد تقَدّم الكَلامُ على "إذْ" الفُجَائية مُستَوفى في الحديثِ الثّاني من "باب استقبال القِبْلَة" وفي السّادِس مِن "الجنَائز"، وفي السّادِس مِن "الصيام" ذكر العَامِلُ فيها مُستَوفى.

والرّؤية هُنا بَصَريّة.

و["حُمرَا"] (٢) مفعُوله. و"حُمُر" جَمعُ "حمار".

قولُه: "فحَمَلَ أَبُو قتَادة": جملة من فِعْل وفَاعِل، معطُوفة على "رَأوا". و"على الحُمُر" يتعَلّق بـ "حَمَل". وجملة "فعَقَر" معطُوفَة على "حَمَلَ". و"منها" يتعَلّق بصِفَة لـ "أتَان" تقَدّم فانتصَب على الحَال. و"أتانًا" مفعُول "عَقَر".

و"الحمار" يقَع على الذّكَر والأنثى، و"الأتَان" لا يقَع إلّا على الأنثى خَاصّة، وَلَا يُقَالُ فيه: "أتَانَة"، وإنْ كَان قَد جَاء في بعْض الأحَادِيث (٣). قاله ابنُ الأثير. (٤)

قولُه: "فنزلنا": أي: "عن دوابّنا". ويحتمل أن يكون نزولهم عن مكان كانوا فيه. وههنا محذُوفٌ يدُلّ عليه سِياقُ الكَلام، أي: "فنزلنا، فطَبَخْنَا -أو شَوَينا- فأكَلنَا". ويحتمل أنْ يكُون "أَبُو قتَادة" توَلّى العَمَلَ كُلّه، ولم يكُن نُزولهم إلّا للأَكْل. و"مِن لحمِهَا" يتعَلّق بـ "أكَلنَا".

قوله: "ثُم قُلنا": في "ثُمّ" هُنا مَعنى "الاستبعاد". وذَكَر الزمخشري أنّه أحَد مَعَانيها (٥)، أي: "استبعدوا أنْ يحل أكْل لحْم الصّيد للمُحْرِم"، وهُو مِن [المعنى] (١).


(١) انظر: مُغني اللبيب (ص ١١٥)، الهمع (٢/ ١٧٧).
(٢) كذا بالنسخ. والمقصود قوله: "حُمُر وَحْش".
(٣) أقول: الذي يظهر لي أنه ليس المراد بالحديث هنا ما ورد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن حديث الناس. واللَّه أعلم.
(٤) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٢١).
(٥) انظر: تفسير الزمخشري (٢/ ٤٣٤)، البحر المحيط لأبي حيان (١/ ٤٢٢)، (٤/ ٤٣٠)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>