للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"اتقوا ما كرهه اللَّه".

قوله: "واعدلوا في أولادكم": التقدير: "واعدلوا في القسم بين أولادكم".

قوله: "فرجع أبي": أي: "إلينا". وجملة "فَرَدَّ" معطوفة على "رجع". و"تلك" مفعول بـ "رَدَّ". و"الصّدقة" صفة لـ "تلك"، أي: "ردَّها إلى ملكه، ونزعها مِنِّي".

قوله: "وفي لفظ: فلا تُشْهدني إذن": هذا في جواب قوله: "أَفَعلت هذا بولدك كلهم؟ قال الرجل: لا. قال النبي: فلا تُشهدني إذن". فـ "إذن" حرف جواب. واختُلف: هل هي بسيطة أو مركّبة؟

وقد تتمحّض للجواب، بدليل أنه يُقال: "أحبُّك"، فتقول: "إذن أظنُّك صادقًا". وقال سيبويه: معناها الجواب والجزاء في كُلّ موضع (١). وقال الفارسي: في الأكثر (٢).

ولما كان الكلام هنا متضمنًا معنى الشرط حَسُن الجواب بـ "إِذَن"، والتقدير من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد قوله: "لا": "إنْ لم تفعل فلا تشهدني إذن". فـ "إذن" وإن تأخرت فهي متقدّمة في المعنى، أي: "فإذن لا تشهدني".

قال مكي: لا يجوز كتابة "إذن" عند الحذّاق إلّا بـ "النون"؛ لأنها مثل "لن". وأجاز الفرّاء كتابتها بـ "الألف" (٣).

قالوا: الأكثر في مجيء "إذن" جوابًا أن يتقدّمها "لو" أو "أن"، حتى تكون جوابًا لهما.

ويصح أن يكون التقدير: "لو فعلت شهدت إذن" (٤).


(١) انظر: الكتاب (٣/ ١٢ - ١٣).
(٢) انظر: مغني اللبيب (ص/ ٢٧)، والجنى الداني (ص ٣٦٣، ٣٦٤).
(٣) انظر: الجنى الداني (ص ٣٦٦).
(٤) انظر: شرح التصريح (٢/ ٣٦٧)، وشرح المفصل لابن يعيش (٥/ ١٢٦)، وجامع =

<<  <  ج: ص:  >  >>