للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا فصيح كثير في كلامهم، ويأتي المظهر موضع المضمر لِمعانٍ تقدّم منها كثير.

وجملة "إن" واسمها وخبرها خبر الاسم الواقع بعد "أمَّا".

وجواب "إذا" يدلّ عليه "يرجع"، الذي هو خبر "إن". والتقدير: "إذا قال المعمِر: هي لك ما عشت، رجعتْ إلى صاحبها". ولا يصح أن يعمل في "إذا": "ترجع" المذكور في خبر "أن"؛ لأنه وقع في صِلتها، ولا يعمل ما هو من صلتها فيما قبلها.

ولو جاء الكلام: "أمَّا إذا قال: هي لك ما عشت، فترجع" صحَّ أن يكون عاملًا في "إذا".

ويجوز أن يجعل ["فإنها"] (١) جواب "إذا"، و"إذا" وجوابها خبر "أما"، و"الفاء" في جواب "إذا" تقوم عن "الفاء" في خبر "أمّا".

ولك أن تجعل الجواب لـ "أمَّا"، وتحذف جواب "إذا"؛ لقيام جواب "أمّا" مقامه.

قوله: "ما عشت": "ما" ظرفية مصدَرية، وقد تقدّمت في التاسع من "باب الصّوم في السّفر". والتقدير هنا: "مدّة حياتك" (٢).

قوله: "وفي لفظ لمسلم": تقدّم أنّ التقدير: "ورُوي في لفظ". و"لمسلم" يتعلّق بـ "لفظ" أو بصفة له. وجملة "أمسكوا عليكم أموالكم" هي المفعول الذي لم يُسم فاعله لـ "رُوي" المقدّر.

قوله: "ولا تفسدوها": معطوفٌ على قوله: "أمسكوا".

و"لا" ناهية، والفعل معها مجزوم، وعلامة جزمه حذف "النون" (٣).


(١) بالنسخ: "فإنه".
(٢) انظر: إرشاد الساري (٩/ ٤١)، شرح الأشموني (١/ ٧٥).
(٣) انظر: اللمحة في شرح الملحة (٢/ ٨٥٨)، والجنى الداني للمرادي (ص ٣٠٠)، موصل الطلاب (ص ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>