للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضمير المجرور. والجملة كُلها معمولة للقول.

و"أعمر" يتعدّى إلى مفعولين؛ لأنه بمعنى "أعطى". وإنما تعدّى هنا بحرف الجر: لأنّ في "اللام" معنى التعليل والتمليك (١)، أي: "أعمر لأجله ولأجل عقبه"، كما تقول: "أعطيته" و"أعطيت له".

قوله: "ولعقبك": معطوفٌ على "الكاف" المجرورة باللام، ولذلك أعاد حرف الجر؛ لأنّ الأفصح أنّ الضّمير المجرور لا يُعطف عليه إلّا بإعادة الخافض (٢).

قوله: "فأمّا إذا قال: هي لك ما عشت؛ فإنها ترجع إلى صاحبها": "أمَّا" حرف تفصيل يحتاج إلى جواب (٣).

و"إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان، فيه معنى الشرط؛ فيحتاج أيضًا إلى جواب (٤)، فقد اجتمع شرطان مُقتضيان للجَواب. وليس هنا ما يصلح لكُل واحد منهما إلّا قوله: "فإنها ترجع"، فالجوابُ هنا استحقّه الأوّل؛ لأن في الكلام مُقدّر مُتحتم مبتدأ بعد "أمَّا"؛ لأنه لا يقع بعدها إلا المبتدأ، فتقديره: "أمّا العمرى إذا قيل فيها: هي لك ما عشت، فإنها ترجع إليه".

وأوقَع موقع "إليه": "صاحبها"، ولو قال: "إليه" كفى، ودلّ على المحذوف،


(١) انظر: اللامات (ص ٦٢).
(٢) انظر: الأصول في النحو (١/ ١٢٨)، الإنصاف في مسائل الخلاف (٢/ ٣٨٢)، إرشاد الساري (٧/ ٩٦). وفي مثل هذا العطف خلاف بين البصريين والكوفيين، ومثله قراءة حمزة: "والأرحام" بالخفض عطفًا على الضمير المجرور في "به" من غير إعادة الجار، وهو مذهب كوفي لا يجيزه البصريون. وانظر: إرشاد الساري (١٠/ ٩٢).
(٣) انظر: الإعلام لابن الملقن (١/ ٥٢٥)، والجنى الداني في حروف المعاني (٥٢٢)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٥٢).
(٤) انظر: اللمحة في شرح الملحة (١/ ٤٦٦)، والجنى الداني (ص ٣٦٧)، موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب (ص ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>