للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأكثرون على أنّ المؤكّد بـ "النون" مبني مُطلقًا، باشرته "النون" أم لم تباشره. وزعم آخرون أنّه مُعرَب مُطلقًا، باشرته أم لم تُباشره.

والصّحيحُ: التفصيل الذي اختاره ابن مالك من جهة القياس. (١)

وقد تقدّم الكلام على ذلك في الخامس من أوّل الكتاب.

و"تعرضن" بسكون "الضّاد" و"نون" خفيفة بناء على أنه لم يتصل به "نون" تأكيد، إنّما اتصل بالفعل "نون" جماعة المؤنث.

فإنْ رُوي: "فَلَا تَعْرضُنّ" بضم "الضّاد" فالخطاب للمُذكّرين؛ لأنّه لو كان لمؤنثات لكان: "فلا تعرضنان".

ومتى قدّر أنّه اتصل به ضمير جماعة المذكّرين فتغليبًا لهم في الخطاب على المؤنثات الحاضرات؛ فأصله: "لا تعرضونن"، فاستثقل اجتماع ثلاث نُونات؛ فحذف "نون" الرّفع، فالتقى ساكنان؛ فحذفت "الواو" لاعتلالها، وبقي "النون" المشدّد لصحّتها. (٢)

قوله: "عليّ بناتكن": "عليّ" يتعلّق بـ "تعرضن".

وتقدّم الكلام على "على" في الحديث الخامس من "الجنابة".

و"بناتكن": جمع "بنت"؛ لأنّ "التاء" في "بنت" بدل من "اللام" المحذوفة، وليست "تاء التأنيث"؛ لأنّ "تاء" التأنيث لا يسكن ما قبلها؛ فقلبت "هاء" في الوقْف، فـ "بنات" ليس جمع "بنت"، بل جمع: ["بنة"] (٣)؛ لأنّ أصله: "بنوة" أو "بنية"، فحذفوا "هاء" التأنيث، ثُم حذَفوا "الواو" و"الياء"، وعوّضوا "التاء" من "الياء"، وكسرت "الباء" تنبيهًا على المحذوف. وعلى ذلك جاء جمعها: "بنات"، وجمعُ


(١) انظر: إسناد الساري (٨/ ٣٠، ٣١)، أوضح المسالك (١/ ٦٢)، شرح القطر (٢٦، ٣٥)، وشرح الكافية الشافية (٣/ ١٤١٨).
(٢) انظر: إرشاد الساري (٨/ ٣١).
(٣) كذا بالنسخ. ولعلها: "ابنة"، وكتبت كما تكتب في "هند بنة عتبة" مثلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>