للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثّاني من أوّل الكتاب.

و"أن يأتي أهله" في محلّ نصب، مفعول لـ "أراد".

قوله: "باسم اللَّه": معمُولٌ للقول على الحكاية، وفي الأصل يتعلّق حرف الجر بـ "أبتدئ"، أي: "أبتدئ مُستعيذًا باسم اللَّه". (١)

وقد قيل: إنّ "اسم" صلة، والتقدير: "باللَّه" (٢).

وتقدّم الكلام على "اللهم" في الحديث الأوّل من "باب الاستطابة".

و"جنِّبنا" بمعنى: "اجعله جانبًا عنا، واجعل ما رزقتنا جانبا عنه"، إشارة إلى المباعَدة من الجهتين. ولو قال: "اللهم جنّبنا الشيطان وما رزقتنا" لم يكُن بالمعنى الأوّل، وفساده ظاهر؛ لأنّ المعنى: "أن لا يقربنا الشّيطان ولا يقرب ما رزقتنا"، أي: "ما رزقنا اللَّه"، كأنه تحريم من الطرفين.

ولكن جاءت العبارة بأبلغ غاياتها، وهي "أن لا يتمكّن من القُرب منا، ولا يتمكّن ما هو منّا من القُرب منه". وحسُن ذلك؛ لأنّا مُكلفون مأمُورون في كُلّ وقت بالاستعاذة منه، وهو دواءُ بُعْده منا، وأمّا "ما يرزقنا" فليس بمُكلّف، و"الشّيطان" مُكلّف؛ فأمرنا أن نسأل ألا يقرب الشّيطان مَن ليس في قُدرته التحرز منه بذِكْر ولا غيره.

و"جنّبنا" دُعاء؛ لأنّه من الأدْنى للأعلى.

و"شيطان": وزنه "فيعال" عند البصريين؛ فنونه أصلية، ومنه: "شطن". ووزنه


(١) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٩)، اللباب لابن عادل (١/ ١١٨، ١٣١)، مغني اللبيب (ص ٤٩٥)، شرح المفصل (٥/ ٢٥٨)، العمدة في إعراب البردة (ص ٥٩)، الهمع (٣/ ١١٧).
(٢) انظر: شرح المفصل (٢/ ١٧٨)، الخصائص (٣/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>