للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل هنا أن تكون على بابها، أي: "كان يدخل، فيحمل الإداوة". والظاهر الأوّل.

وجملة "يدخُل" في محلّ خبر "كان".

و"الخلاء" بالمدّ، "المتوضَّأ"، وأصله "الموضع الخالي". و"الخلا" المقصور: "الحشيشُ الرطب" (١).

وجملة "فأحمل" معطوفة عليه.

و"أنا": تأكيدٌ للفاعل، مُصحّح للعَطف عليه؛ لأنه لا يُعطَف على الضّمير المرفوع المتصل إلا بعد تأكيده، أو فصل يقوم مقام التأكيد. (٢)

والعلّة في ذلك: أنّ الفعل متصل به الضّمير؛ فيصير كالجزء منه، ولذلك يسكن آخر الفعل لأجْله، فلو عطف عليه من غير تأكيد كَان عطفًا على بعض الكُلمة. ولأنه يصير في صورة عطْف الاسم على الفعل (٣).

وأجازوا في مثل هذا الوجْهين من العطْف والنصب على أنّه مفعول معه؛ فيجوز: "فأحمل أنا وغُلامٌ" و"غُلامًا"، بالرّفع والنصب.

و"أحمل" أحَد الأوزان التي يجب استتار فاعلها، وهي: "أفعل" و"تفعل" و"نفعل" و"افعل" (٤).


(١) انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (١/ ١٥١)، والإعلام لابن الملقن (١/ ٤٢٩، ٤٣٠)، وشمس العلوم (٣/ ١٨٨٠)، وتاج العروس (٢/ ٤٥٠).
(٢) انظر: عمدة القاري (٢/ ٦٣)، وإرشاد الساري (١/ ١٧٨).
(٣) انظر: شرح المفصل (٢/ ٢٨١)، وأوضح المسالك (٣/ ٣٥٠)، والإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (٢/ ٣٨٨، ٣٨٩).
(٤) انظر: شرح الكافية الشّافية (١/ ٢٢٧)، الحدود في علم النحو (١/ ٤٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>