للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "إدَاوة وعَنزَة": "الإداوة" بكسر "الهمزة": "إناءٌ من جلد".

قال في "الصّحاح": "الإداوة": "المطهرة"، والجمعُ: "الأداوى"، مثل "المطايا"، وكان قياسه: "أدائِي" مثل "رسالة" "رسائل"، فتجنبوه، وفعلوا به ما فعلوا بـ "المطايا"، فجعلوا "فعائل": "فعالى"، وأبدَلوا منهما "الواو" ليدلّ على أنها كانت في الواحِدة واوًا ظَاهرة؛ قالوا: "أَدَاوَا"، فهذه "الواو" بَدَلٌ من "الألِف" الزّائِدة في "إداوة"، و"الألِف" الذي في آخر "الأداوى" بَدَل من "الواو" التي في "إداوة"، وألزَموا "الواو" فهنا كما ألزموا "الياء" في "المطايا" (١).

والمراد: "أحدنا يحمل إداوة، والآخر يحمل عنزة"؛ لأنّ "الإداوة" للطهارة و"العنزة" للصلاة، ويحتمل أن تكون "العنزة" للطهارة أيضًا، ليحفر بها موضع قضاء الحاجة، أو ليستتر بها. والله أعلم.

قوله: "نحوي": يحتمل أن يكون بمعنى "مثلي"؛ أي: "في السن والخدمة". ويحتمل أن يكون بمَعنى "القُرب"؛ أي: إغُلام قريب مني في السن". و"نحوي" صفة لـ"غلام"، ولا تظهر فيه علامة الإعراب؛ لأنه مُضاف إلى "ياء" المتكلم.

وقوله: "من ماء": يتعلّق بصفة لـ"إداوة ويكون التقدير: "بإداوة فيها شيء من ماء". و"من" للتبعيض أو لبيان الجنس. وإنما احتجنا إلى هذا التقدير؛ لأن "الإداوة" ظرف للماء، لا الماء نفسه، فيتعلّق المقدر بالصفة، و"من ماء" يتعلّق بمتعلّق المقَدّر.

وقد حُذفت الصفة في قوله تعالى: {بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} (٢) [الصافات: ٤٥]، أي: "من ماءٍ مَعين" (٣).


(١) انظر: الصحاح (٦/ ٢٢٦٦).
(٢) بالنسخ: "كأس".
(٣) انظر: البحر المحيط (٩/ ١٠١)، واللباب في علوم الكتاب (١٦/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>