للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجيء "لو" في هذا النحو تنبيهًا على أنّ ما بعدها لم يكن يُناسب ما قبلها، لكنّها جاءت لاستقصاء الأحْوَال التي يقَع الفعْل عليها، ولتدلّ على أنّ المراد بذلك وجُود الفِعْل في كُلّ حَال، حتى في هذه الحال التي لا تُناسبُ الفِعْل.

ومِن ثَمّ: لا يجوز: "اضرب زيدًا ولو أسَاء إليك"، ولا: "أعطُوا السّائل ولو كَان محتاجًا". (١)

قال الشّيخ تاج الدّين الفاكهاني: "لو" هنا هي التقليلية، وقد وَهم فيها بعض المتأخّرين ممن تكلّم على هذا الحديث وهْمًا شنيعًا. (٢)

قوله: "فالتمس فلم يجد شيئًا": تقدّم مثله.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "زوجتها": فعل وفاعل ومفعولان، وقدَّم من الضّميرين الأعْرَف.

قوله: "بما مَعَك": "الباء" باء المقَابَلة. و"ما" موصولة، وصلتها الظّرف، والعائدُ ضمير الاستقرار. وقيل: "الباء" سَببية، أي: "بسبب ما معك من القرآن". (٣)

قيل: ويرجع إلى صَدَاق المثْل. (٤)

قوله: "من القُرآن": "من" يحتمل أن تكُون للبيان، وتحتمل التبعيض.


(١) انظر: البحر المحيط (٢/ ١٠٣، ١٠٤).
(٢) انظر: رياض الأفهام (٤/ ٦٥٣).
(٣) انظر: إرشاد الساري (٨/ ١٩).
(٤) انظر: القوانين الفقهية لابن جزي (ص ١٣٥)، إرشاد الساري (٨/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>