للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فتفتضّ به": معطوفٌ على "تُؤتى". وقد فَسّر معنى "تفتض". ورُوي: "فَتَقْبِصُ" (١) بـ "القاف" و"الباء" الموَحّدة من تحت و"الصّاد" المهمَلة. والأوّل أشْهَر (٢).

قوله: "فقَلّما تفتض بشيءٍ": "ما" هاهنا مصْدَرية، أي: "فقَلّ افتضاضها بشيءٍ".

وقيل: تكون "ما" في ثلاثة أفعال زائدة، كافّة لها عن الفاعل، وهي: "قَلّ" و"كَثُر" و"طَالَ". وعِلّة ذلك: شبه هذه الأفعَال بـ "رُبّ". ولا تدخُل هذه الأفعال إلَّا على جملة فِعلية صرّح بفِعليتها (٣)، كقول الشاعر:

قَلَّما يَبْرَح اللَّبيِبُ إلى ما ... يُورِثُ المَجْدَ دَاعِيًا أَوْ مُجِيبَا (٤)

وعلى هذا تُكتب "قلّما" مُتّصلة، وكذلك أُختاها.

وعلى الأوّل تكتب مُنفَصِلة (٥).

وسَمّى بعضهم "ما" هنا "مُهيّئة"، هيّأت دخُول الفعْل على الفعْل (٦).

قوله: "بشيءٍ": يتعلّق بـ "تفتضّ".


(١) رواه الشافعي في مُسنده (ص ٣٠١).
(٢) انظر: شرح السنة للبغوي (٩/ ٣٠٨)، رياض الأفهام (٥/ ٣٤)، النهاية لابن الأثير (٤/ ٥)، لسان العرب (٧/ ٦٩). والقبص: الأخذ بأطراف الأصابع.
(٣) انظر: مغني اللبيب (ص ٤٠٣)، شرح الكافية الشافية (١/ ٣٨٤)، شرح التصريح (١/ ٢٣٦)، جامع الدروس العربية (١/ ٥٧، ٥٨).
(٤) البيت من الخفيف. وهو بلا نسبة. انظر: مغني اللبيب (ص ٤٠٣)، والمعجم المفصل (١/ ١٣٨).
(٥) انظر: إرشاد الساري (٨/ ١٩٠).
(٦) انظر: البحر المحيط (٦/ ٤٦٤)، شرح المفصل (٤/ ٥٢٢)، نتائج الفكر (١/ ١٤٥)، مغني اللبيب (٤٠٤)، شرح الشافية للرضي (٤/ ٢٥٨)، وهمع الهوامع (١/ ٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>