للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إن فيها لوُرْقًا": "إنّ" واسمها، وخبرها في المجرور، و"اللام" هي الداخلة في [خبر] (١) ["إنّ"(٢) وأصلها "لام" الابتداء، ولكنها أُخِّرت لأجل أنها غير عاملة، و"إنَّ" عاملة، وتسمّى هذه "اللام": "المزحلقة" (٣).

قوله: "فأَنَّى أتاها": الفاعل ضمير يعود على "اللون"، والمفعول يعود على "الإبل"، و"ذلك" مفعول ثانٍ.

و"أَنَّى" لها معانٍ: تكون شرطًا، وظرف مكان، وظرف زمان [بمعنى] (٤) "متى"، واستفهامًا بمعنى "كيف". وبُنيت لتضمنها معنى الشرط إن كانت شرطًا، أو حرف الاستفهام إن كانت استفهامًا (٥).

ووقع في أحاديث "العمدة" جميع أدوات الشرط والاستفهام، ولم يقع فيه "أيَّان"، ومن حقّ هذا الكتاب أن لا يخلو من الكلام عليها.

قال أبو حيان: "أيَّان" ظرف زمان مبني لا يتصرّف، وأكثر استعماله في الاستفهام، ويليه اسم مرفوع مبتدأ، نحو قوله تعالى: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف: ١٨٧]، والمضارع لا الماضي، كقوله تعالى: {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: ٢١]. بخلاف "متى"؛ فإنهما يليانها.


= الساري (١٠/ ٣٤)، شواهد التوضيح (ص ٢٧٢)، شرح التسهيل (٣/ ٦٦)، شرح الأشموني (١/ ٢٦٣).
(١) كذا بالنسخ، واللام هنا داخلة على اسم "إن" المؤخر، فلعله قصد أن اللام هنا هي التي زُحلقت لتدخل على الخبر، فلما تقدم الخبر على الاسم دخلت على الاسم، أو أنه سَبْقُ قلم وتصحيف من الكاتب، واللَّه أعلم.
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٠٤)، والنحو المصفَّى (٢٩٨، ٢٩٩).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) انظر: البحر المحيط (٢/ ٤٢٨ وما بعدها إلى ٤٣٠)، وشرح المفصل (٣/ ١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>