للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من "صفة الصلاة". وهي عند سيبيويه ظرف زَمان حيث وَقَعَت، وأصحابه يصرفونها لبعض وجوه الإعراب، غير أنّهم لا يُعربونها فَاعلًا (١).

وفي "كيف" هنا معنى التعجّب والإنكار.

وتحتمل الحال، أي: "أوجُوبًا أغرم مَن لا أكَل؟ ".

ويحتمل أن تكُون بمعنى " [أن] (٢) " المصدَريّة، أي: "أيّ غُرم أغرم؟ "، كما قيل في قوله تعالى: {كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل: ١]، التقدير: "أيّ فِعْل فَعَل؟ ". (٣)

و"مَن" هنا يحتمل أن تكُون موصُوفة، أي: "كيف أغرم شيئًا" أو "خَلقًا"، [و"لا] (٤) شرب ولا أكل" في محل الصفة.

ويحتمل أن تكون موصولة، أي: "الذي لا أكل ولا شرب".

وشرط الجملة التي هي في محلّ الصّلة أو الصفة أن تكُون خبرية محتملة للصّدق والكذب، احترازًا من الطلبية، وهو الأمر والنهي والاستفهام ونحو ذلك.

والنفي كما جاء هنا عندهم خَبر. ومثله قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: ٥٨] (٥).

قوله: "لا شرب ولا كل ولا نطق ولا استهل": "لا" هنا بمعنى "لم"، كقوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} [القيامة: ٣١]، أي: "لم يُصدّق ولم يُصل". ومنه قوله


(١) انظر: البحر المحيط (١/ ١٩٣)، ومغني اللبيب (ص/ ٢٧٢)، وهمع الهوامع (٢/ ٢١٧، ٢١٨، ٢١٩)، وشرح المفصل (٣/ ١٣٩ وما بعدها).
(٢) كذا بالنسخ.
(٣) انظر: البحر المحيط (١٠/ ٤٧٢)، إرشاد الساري (٨/ ١٧٥)، مغني اللبيب (ص/ ٢٧١)، وهمع الهوامع (١/ ٣٣)، الموجز في قواعد اللغة العربية (ص ٢١٨).
(٤) بالنسخ: "قوله: ولا". والصّواب المثبت لارتباطه بما قبله.
(٥) راجع: البحر المحيط (٨/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>