للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَن رواه "بَطَل" (١) بـ "الباء" الموَحّدة من تحت، فهو من "البطلان"، أي: "مثل ذلك بَطل حُكْمه" (٢).

فتكون الجملة في محلّ خبر على الروايتين.

قوله: "فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنما هو من إخْوَان الكهان": "إنما" حرفُ ابتداء، تقدّم الكَلام عليها في الحديث الأوّل من الكتاب.

و"هو" مبتدأ، و"من إخوان" خبره، وتقدّم الكَلام على "إخوان"، وأنه يُستعمَل في أُخوة الدّين والصّداقة، و"إخْوَة" يُستعمَل في النّسَب (٣).

و"الكُهّان": جمعُ "كَاهِن". و"مِن" يتعلّق بالاستقرار المقَدّر.

قوله: "من أجْل سَجْعه الذي [سَجَع] (٤) ": "أجْل" تقدّم الكَلام عليها في السّادس من "الإمامة". و"السّجع" بالسين المهْمَلة: "الكَلامُ المقفّى"، والجمعُ: "أسجاع" و"أساجيع"، وقد "سَجَع الرجُل سَجْعًا"، و"سَجّع تسجيعًا"، و"كلامٌ مُسَجّع" (٥).

وهَذا من كلام الرّاوي (٦)؛ فيتعلّق بفعل محذُوف، أي: "قال ذلك من أجْل


(١) رواه الإمام مالك في الموطأ (٢/ ص ٨٥٥) مرسلًا عن سعيد بن المسيب، والإمام أحمد بن حنبل في المسند (١٨١٦٣)، والدارقطني في سننه (٣٢٠٦)، من حديث المغيرة.
(٢) انظر: فتح الباري (١/ ٨٨)، إرشاد الساري (٨/ ٤٠٠)، رياض الأفهام (٥/ ١٧٦)، الإعلام لابن الملقن (٩/ ١١٢).
(٣) انظر: البحر المحيط (٣/ ٢٨٨)، (٥/ ٣٧٩)، (٩/ ٥١٦)، إرشاد الساري (٨/ ٣٣)، الصحاح (٦/ ٢٢٦٤)، لسان العرب (١٤/ ٢٠، ٢١).
(٤) بالنسخ: "سجعه".
(٥) انظر: رياض الأفهام (٥/ ١٧٧، ١٧٨)، والصّحاح (٣/ ١٢٢٨).
(٦) انظر: رياض الأفهام (٥/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>