للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "واغد": هذا أمر من "غدى"، و"غدى" يتعدّى بحرف الجر.

وعَدَّه ابن الحاجب من الأفعَال التي بمعنى "صار" (١)، وكذلك غيره.

والصّحيح: أنها ليست منها؛ لأنها تتعدّى بحرف الجر، ولا يصح أن يكون المنصوب بعدها معرفًا بالألف واللام، تقول: "غدى زيد فاعلًا كذا"، ولا تقول: "الفاعل كذا"، بخلاف "صار" و"أصبح"؛ فلما تخلّفت عن أفعال هذا الباب لم تُعدّ منه (٢).

قوله: "يا أنيس، لرجُل من أسلم": أي: "قال ذلك لرجل من أسلم"؛ فيتعلّق حرف الجر بالمحذوف، و"من أسلم" يتعلّق بصفة لـ "رجل". والجملة معترضة لا محلّ لها من الإعراب.

و"أنيس" هذا صحابي مشهور، أسلَمي، معدود في الشّاميين. قال ابن عبد البر: هو أنيس بن مرثد، وقيل: أنيس بن الضحّاك. (٣)

قوله: "إلى امرأة هذا": يتعلّق حرف الجر بـ "اغد".

قوله: "فإن اعترفت": هذا معطوف على محذوف، أي: "اغد إلى امرأة هذا فاسألها، فإن اعترفت فارجمها".

[وقيل] (٤): يحتمل أن يكُون فاعله ضمير "أنيس"، أي: "قال أنيس للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ذكرتُ لها ما أمرتني به فاعترفت"، فحَذف المعطُوف عليه.

ويحتمل أن يكون "ضَمير الرّاوي"، وحقّه أن يقول: "قالا"؛ لأن الرّاوي


(١) انظر: شرح شافية ابن الحاجب (١/ ٢٤٩).
(٢) انظر: شرح المفصل (٤/ ٣٣٧)، الهمع (١/ ٤١٥).
(٣) انظر: الاستيعاب (١/ ١١٣، ١١٤).
(٤) بالأصل: "وقال".

<<  <  ج: ص:  >  >>