للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كان في صلة "أيّ" جاز حذفه، نحو قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} [مريم: ٦٩]، أي: "أيهم هو أشَدّ".

وإن كان في غيرها: فلا يخلو من أن يكون في الصّلة طُول أَوْ لا، فإن كان في الصّلة طول، نحو قولك: "جاءني الذي هو ضارب عمرا يوم الجمعة"، جاز حذفه. وإن لم يكن، نحو قولك: "جاءني الذي قائم"، لم يجز إلّا حيث سُمِع، نحو قوله تعالى: "مَثَلًا مَا بَعُوضَةٌ" (١) بالرّفع.

وما جاء هنا على الأفصَح، ولو حذف "هو" حتى يقول: "الذي خير"، جاز على الوَجْه الضعيف.

ثم إنْ كان الضّمير [منصوبًا] (٢): فلا يخلو من أن يكُون في صلة الألِف واللام أو في غيرها.

فإن كان في صلة الألِف واللام: لم يجز حذفُه، نحو قولك: "جاء [الضارب زيدًا"] (٣)، على مذْهَب مَن جعل الضمير في محلّ نصب، وهو الصحيح.

ثم إنْ كان في صلة غير الألِف واللام: فلا يخلو من أن يكُون فيها ضمير غيره أم لا، فإن كان فيها ضمير غيره لم يجز حذفه، نحو قولك: "جاءني الذي ضربته في داره".

فإن لم يكن في الصلة ضمير غيره: فلا يخلو من أن يكون منفصلًا أو متصلا، فإن كان منفصلًا لم يجز حذفه، نحو قولك: "الذي [ظنني إياه] (٤) زيد قائم". وإن


(١) سورة [البقرة: ٢٦]. وهي بالرفع قراءة الضحاك، وإبراهيم بن أبي عبلة، ورؤبة بن العجاج، وقطرب. وهي على هذه القراءة خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو بعوضة". انظر: البحر المحيط (١/ ١٩٨)، وتفسير القرطبي (١/ ٢٤٣).
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٤) كذا بالأصل. ولعلها: "ظننت إياه".

<<  <  ج: ص:  >  >>