للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ألا أنبئكم": "ألا" استفتاح وتنبيه.

"أنبئكم" بمعنى: "أخبركم"، يتعدَّى إلى مفعولين، الثاني بحرف الجر، وقد يتعدى إليه بنفسه، كقوله تعالى: {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} [التحريم: ٣] أي: "بهذا"، فعدَّاه إليه بنفسه.

وقد يتعدى إلى ثلاثة إذا دخل على المبتدأ والخبر، ولا يجوز الاقتصار على الأول والثاني، ولا على الأول والثالث، لأن الثاني والثالث مبتدأ وخبر، فلا يحذف المبتدأ دون الخبر، ولا الخبر دون المبتدأ، فلا يجوز في: "أنبأت زيدًا العلمَ" وتحذف "حسنًا"، ولا: "أنبأت زيدًا حسنًا"، فلو قلت: "أنبأت زيدا"، فقط أو: "أنبأت العلم حسنًا"، جاز (١).

وقد تقدم الكلام على "أنبأ" و"أخبر" في الخامس من "باب فضل الجماعة".

قوله: "ثلاثًا": [صفة لمصدر محذوف، أي: "قال] (٢) ذلك قولًا ثلاثًا"، أو: "ثلاث مرات"، ثم حذف المضاف. ويحتمل أن يكون "ثلاثًا" بَدَل من "أكبر الكبائر"، أي: "ألا أنبئكم بثلاث"، فيكون مجرورا، ويحتمل الرفع، أي: "فهي ثلاثٌ". ويحتمل النصب على الحال من "أكبر الكبائر"، أي: "في حال كونها ثلاثا".

و"أكبر" أفعل التفضيل، استُعمل هنا بالإضافة، والتقدير: "ألا أنبئكم بخصال أكبر الكبائر"، وتقدم الكلام على "أفعل" التفضيل وما يتعلق به في الحديث الأول من "الصلاة".

قوله: "قلنا: بلى": "بلى" حرف جواب، وتقدّمت في الحديث [الثالث] (٣) من "باب الذكر".


(١) انظر: التعليقة على كتاب سيبويه (١/ ٧٦)، وشرح المفصل (٤/ ٣٠٢).
(٢) قطع بالأصل، يظهر منه كلمة: "مصدر". والمثبت مما فهم من كلام المصنِّف.
(٣) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "الأول".

<<  <  ج: ص:  >  >>