للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "قال: الإشراكُ باللَّه": أي: "هي الإشراكُ باللَّه"، فرفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، و"باللَّه" يتعلّق بالمصدر.

و"عقوق الوالدين" معطوف عليه، وهو مصدر: "عَقَّ"، يقال: "عَقَّ والده يَعُقُّه"، "عُقُوقًا" فهو "عَاقٌّ"، إذا "آذَاهُ وعصاه وخرج عليه"، وهو ضد البِرِّ به، وأصله من "العق"، الذي هو "الشق" و"القطع" (١).

قوله: "وكان متكئًا فجلس": أي: "كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- متكئا"، جملة من "كان" واسمها وخبرها معترضة.

قوله: "فقال": معطوف على "جلس".

"ألا وقول الزور": كرر "ألا" تنبيها على استقباح "الزور" وهجانة فاعله، وكرره "ثلاثا" دون الأوَّلَيْنِ؛ لأن الناس يهون عليهم أمره، فيظنون أنه دون ما سبقه، فهوّل فيه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعظّم أمره عنده ونفَّر عنه حتى كرر ثلاثًا، فحصل في مبالغة النهي عنه بثلاثة أشياء: الجلوس وكان متكئًا، واستفتاحه بـ "ألا" التي تفيد تنبيه المخاطب وإقباله على سماعه، وتكرير ذكره ثلاثا، ثم أكّد تأكيدًا رابعًا بقوله: "قول الزور، وشهادة الزور"، وهما في المعنى واحد.

ويحتمل أن يكون "قول الزور" أعم؛ ليدخل فيه "الكذب" وغيره، ثم ثنى بـ "شهادة الزور"؛ لأنها أخص وأقوى في الفساد.

ويلزم على هذا أن يكون أربعًا، وقد قال: "بأكبر الكبائر ثلاثا" على أحد التأويلين المتقدمَيْنِ؛ فيُشكل.

قوله: "فما زال يكرّرها": أي: "يكرر: ألا وقول الزور، وشهادة الزور"؛ فيكون الضمير يعود على "الخصلة الثالثة"، وهي مجموع القولين. ويحتمل أنه كرر


(١) انظر: النهاية لابن الأثير (٣/ ٢٧٧)، الصحاح (٤/ ٥٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>