للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "قال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين": فاعلُ "قَالَ" ضَميرُ "النبي -صلى الله عليه وسلم-"، وفاعلُ "دعهما" ضمير "المغيرة". و "الفاء" في قوله: "فإني" سببية. وجملة "أدخلتهما" في محل خبر "إن". و "طاهرتين" حال من ضمير المفعول، وعلامة النصب: "الياء".

والأصل في "إني": "إنني"، حذفت الأولى، وسكنت الثانية وأدغمت في الثالثة. وقيل: [حذفت] (١) الثانية، ورجّحه أبو البقاء؛ فحذفها في "أن" الخفيفة. وقيل: حذفت الثالثة (٢).

قال (٣) الشيخ تقيّ الدّين: قوله: "دعهما فإني أدخلتهما" استدلّ به مَن يقول: لا بُد من كمال الطهارة في الرِّجلين قبل إدخالهما في الخفين، وذلك ضعيفٌ، ولا يمنع أن يُعبّر بهذه العبارة عن كون كُلّ واحدة منهما أدْخِلت طاهرة، بل ربما يُدّعي أنه ظاهر في ذلك، فإنّ الضمير في قوله: "أدخلتهما" يقتضي تعليق الحكم بكل واحدة منهما، نعم مَن روى "فَإنَّى أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ" (٤) يتمسّك برواية هذا القائل من حيث إنّ قوله: "أدخلتهما" [إذا] (٥) اقتضى كُلّ واحدة منهما؛ .............................


(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٢) انظر: البحر المحيط (٩/ ٣٠٦)، إرشاد الساري (٧/ ٢٦٣)، مشكلات موطأ مالك بن أنس لابن السيد البطليوسي (ص ٧٨)، اللباب في علل البناء والإعراب (١/ ٢١٨)، مغني اللبيب (ص ٤٥٠)، شرح الفصل (٢/ ٣٤٨)، أوضح المسالك (١/ ١١٧)، الهمع (١/ ٢٥٥)، والكليات للكفوي (ص ٩٢).
(٣) من بداية هذه الفقرة إلى بداية الحديث الثاني وجدناه مثبتًا بالمخطوط ضمن شرح الحديث الثاني، ولعله سهو من الناسخ، فنقلناه إلى موضعه، وهو هنا، وبالمخطوط سهم صاعد بأول المنقول فقط، ولعله إشارة إلى ما فعلناه. وكان موضع هذا المنقول بعد قوله في الحديث التالي: "فنكّس، وكُلّ ذلك بعيد"، وقبل قوله فيه: "وقول الشيخ: مختصرًا".
(٤) مسند أحمد (١٨٢٦١).
(٥) سقط من النسخ. والمثبت من "إحكام الأحكام".

<<  <  ج: ص:  >  >>