للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولك: "حين جاء عمرو جاء زيد"؛ لأنّ الكلام الذي فيه "حين" إنَّما يدلُّ على أنَّ وقت فعل أحدهما هو وقت فعل الآخر، والذي فيه لما يدلُّ على أنَّ أحد الفعلين علة للفعل الآخر ولذلك خصّوا لما بزيادة "أن" بعدها ليفرقوا بين حرف المعنى وبين الظرف، وإنَّما آذنت "أن" بهذا المعنى لأنَّها تشعر بمعنى المفعول له وإن لم يكن معنى المفعول مقصودًا هنا؛ ولهذا إِذا كان معنى التعقيب دون التسبيب هو المراد لم تزد "أن" بعدها، وتأمل ذلك في التنزيل تجده (١). انتهى.

قال ابن مالك: تقدّر "لما" مع الماضي بـ"إذ" (٢).

قال ابن هشام: وهو حسَنٌ؛ لأنَّها مختصّة بالماضي والإضافة إِلَى جملة.

قالْ ورَدّ ابن خروف على مُدّعي الاسمية [بجواز أن يُقال] (٣): "لما أكرمتني أمس أكرمتك اليوم"؛ لأنك لو قدّرتها ظرفا كان عاملها الجواب، والوا قع في "اليوم" لا يكون في "أمس".

والجوابُ: أنّ مثل هذا قولُه تعالى: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [المائدة: ١١٦]، والشرط لا يكون إلَّا مستقبلًا، ولكن المعنى: "إن [ثبت] (٤) أني كنت قلته"، وكذا هنا: "إن ثبت اليوم إكرامك لي أمس أكرمتك" (٥).

وفي السّادس من "صفة صلاة النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-" تتمة في جواب "لما"، فانظره.

قولُه: "أمر النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-": جواب "لما"، وهو العامل فيها إِذَا كانت ظرفًا، وما


(١) انظر: نتائج الفكر (ص ٩٨).
(٢) انظر: شرح التسهيل (٤/ ٦٥)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٥٧٧)، وهمع الهوامع
(٣) بالنسخ: "نحو أن". والمثبت من المصدر.
(٤) بالنسخ: "ثبتت".
(٥) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>