للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورُوي: "فَانْتَجَسْتُ" (١) بـ"التاء" المثنّاة [و"الجيم"] (٢)، أي: "اعتقدتُ نفسي نجسًا" (٣).

و"أنْ أجالسك" في محل مفعول"كرهت"، و"أن" المصدرية تقدّمت في الرّابع من أوّل الكتاب.

وقوله: "جنبًا": أي: "ذا جنابة"؛ لأنه اسم جرى مجرى المصدر الذي هو "الإجناب" (٤)، وقد تقدّم في الخامس من أوّل الكتاب القول في ذلك.

وانظر إِلَى قولُه: "قَال" من كلام أَبِي هُرَيْرَةَ بغير "فاء"، و"قَال" من كلام النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بـ"الفاء". وإنَّما سقطت"الفاء" من كلام أَبِي هُرَيْرَةَ لأنَّها جاءت على الأفصح في الجمل المفتتحة بالقول، كما قيل في قولِه تعالى: {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (١١) قَالَ} وما بعدها [الشعراء: ١٠، ١١، ١٢]. (٥)

وأمّا القول مع ضمير النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: فـ"الفاء" سببية رابطة؛ فاجتُلبت لذلك. (٦)

قولُه: "فكرهت أنْ أجالسك": فرّق السّهيلي بينه وبين "كرهتُ مجالستك"، فالأول يكون المكروه وقوع الفعل، وهو المجَالَسَة، وعلى الثاني المكروه ليس


(١) وهي رواية المستملي، كما في "فتح الباري" (١/ ٣٩٠). وذكرها الرشيد العطار في "غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة" (ص ١٨٤).
(٢) بالنسخ: "والحاء".
(٣) انظر: رياض الأفهام (١/ ٣٦٤)، وفتح الباري (١/ ٣٩٥)، وعمدة القاري (٣/ ٢٣٨)، وفتح الباري لابن رجب (١/ ٣٤٣).
(٤) انظر: العين للخليل بن أحمد (٦/ ١٤٨)، وشمس العلوم (٢/ ١١٨٣، و ١١٩١)، ومجمع بحار الأنوار (١/ ٣٩٦).
(٥) انظر: إرشاد الساري (١/ ٣٣٥).
(٦) انظر: إرشاد الساري (١/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>