للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أَبُو حيّان: أحسَنُ مواقع "لكن" أن تكون بين مُتضادّين أو نقيضين. وفي وقوعها بين خِلافين خِلاف، نحو: "ما زَيْدِ قائم، [لكن] (١) ضاحك". واتفقوا على أنّها لا تقع بين مُتماثلين.

قال: ووقوعها في قولِه تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة: ٥٧] أحسَنُ موقِع، لتقدّم النفي عليها، ومجيء الإيجاب بعدها، وطِباقُ الكَلام أن يُثْبَتَ ما بعد "لكن" على نحو ما نُفي قبلها، كالآية، ودخَلت "كان" مُشْعِرة على أنَّ ذلك كَان شَأنهم. (٢)

قولُه: "قَدْر الأيام": "قَدْر" ظرْف زَمَان؛ لأنّه أُضيف إِلَى زَمَان، وهو مُقَدّر بـ "في".

قولُه: "التي كُنت تحيضين فيها": حرْفُ الجر يتعَلّق بـ "تحيضين"، وجملة "تحيضين" في محلّ خَبر "كَان". وعَلامَة الرّفع في الفِعل: "النون"؛ لأنّه اتصل به ضَمير الواحِدة المؤنّثة (٣). و"كَان" واسمها وخبرها في محلّ صلة "التي". و"التي" مع صلتها وعائدها صفة للأيام.

قولُه: "ثم اغتسلي وصَلّي": معطوفٌ.

قال: "وفي رواية": أي: "رُوي" أو "جاء"، فيتعلق به حرف الجر، وتكون "ليس بالحيضة" فاعل إن قَدّرت "جاء"، أو مفعول لم يُسَمّ فاعله إن قَدّرت "رُوي".

و"ليس": من أخوات "كان"، وهي لا تتصرّف بحال، [ومعناها] (٤) نفي


= (١/ ٥٢٤)، شرح المفصل (٤/ ٥٦٠، ٥٦١)، نتائج الفكر (ص ٢٠٠).
(١) كذا بالنسخ. وفي البحر المحيط (١/ ٣٤٨): "ولكن هو".
(٢) انظر: البحر المحيط (١/ ٣٤٨)، نتائج الفكر (ص ٢٠٠).
(٣) انظر: الجمل في النحو (ص ١٤٣، ٣٣١)، الكتاب (١/ ١٩)، الممتع الكبير في التصريف (ص ١٧١)، جامع الدروس العربية (٢/ ١٦٥).
(٤) غير واضحة بالأصل. وسقط من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>