للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: أن تكُون وُصْلةً إِلَى نداء ما فيه الألف واللام، نحو: "يا أيها الرجل". وزعم الأخفش أنّ "أي" هذه هي الموصولة، حُذف صَدْر صلتها، وهو العائد، والمعنى: "يا من هو الرجل".

قال ابنُ هشام: [ويرُدّه] (١) أنّه ليس لنا [عامِل] (٢) يجب حَذفُه، وَلَا موصولٌ التزم كون صلته جملة اسمية. (٣)

وقيل: "أي" في النداء نكِرَة موصُوفة. (٤)

وتكون تعجّبًا، نحو قولك: "أيُّ رَجُل زيدٌ؟ ! ". (٥)

وَلَا تكونُ "أي" غير مذكُور معها مُضَاف إليه، إلّا في النّداء والحكاية؛ تقول: "جاءني رجُلٌ"، فيقُول: "أي يا هذا؟ "، و"جاءني رجُلان"، فيقول: "أيان؟ "، و"رجال"، فيُقال: "أيون؟ ". (٦) وتقَدّم طَرفٌ من الكَلام عليها في الثّالث من "باب التيمم"؛ فليُنظَر هنالك.

واعلم أنّ "أي" إِذَا أُضيفت إِلَى زمان كانت زَمانًا، أو إِلَى مَصْدر كانت مَصْدرًا، أو إِلَى مكان كانت مكانًا. وإن أضفتها إِلَى مَن يَعقل كانت لمن يَعقل، وإن


(١) بالنسخ: (ونرده). وفي "مغني اللبيب" (ص ١٠٩): "ورُد".
(٢) كذا بالنسخ. وفي "مغني اللبيب" (ص ١٠٩): "عائد".
(٣) انظر: مغني اللبيب لابن هشام (ص ١٠٧ وما بعدها)، موصل الطلاب إِلَى قواعد الإعراب (ص ١٢٧ وما بعدها)، دليل الطالبين لكلام النحويين (ص ٨٧)، جامع الدروس العربية (١/ ١٤٤ وما بعدها).
(٤) انظر: مغني اللبيب (ص ١٠٩).
(٥) انظر: البحر المحيط (١٠/ ٣٣٠، ٣٨٣)، الصاحبي (ص ١٠٠)، شرح المفصل (٤/ ٤٢١)، الهمع (٣/ ٤٧).
(٦) انظر: مغني اللبيب لابن هشام (ص ١٠٩)، المقتضب (٢/ ٣٠٢)، علل النحو (ص ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>