للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضفتها إِلَى ما لا يَعقل كانت لما لا يَعقل. (١)

قولُه: "أحَب": هو "أفعلُ" التفضيل، إِذَا لم يُستَعْمَل بالإضَافة وَلَا بالألِف واللام لزمه التذكير والإفراد بكُلّ حَال، كقولك: "هُو أفضَل" و"أحَب"، و"هُم أفضل"، و"هُما أفضل"، و"هُن أفضل"، أي: "مِن كذا".

فإن عُرّف بالألِف واللام لزِمَته المطابَقَة؛ فتقُول: "هُم الأفضلون"، و"هما الأفضلان"، و"هُن الفُضليات".

وإن كان مُضَافًا، فإن أُضيف إِلَى نكرة لزمه التذكير والإفراد، كالمجرّد؛ تقول: "هُو أفضلُ رجُل"، و"هُي أفضلُ امرأة"، و"هُما أفضَلُ رجُلين"، و"هُم أفضلُ رجال".

وإن أضيف إِلَى معرفة؛ جاز أن يُوافق المجرّد في لزوم الإفراد والتذكير، تقول: "هي أفضل النساء". وجاز أن يُوافق المعرّف بالألِف واللام في لزوم المطابقة لما هو له، فتقول: "هي [فُضْلَى] (٢) و"هما أفضلا القوم".

وقد اجتمع الوجهان في قولِه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْالِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ : أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ" (٣).


(١) انظر: توضيح المقاصد (٣/ ١٢٧٥)، شرح شذور الذهب للجوجري (٢/ ٥٩٩)، شرح التصريح (٢/ ٣٩٩)، شرح التسهيل (٤/ ٧٣)، رسالة "أيَّ" المشددة، لابن قائد النجدي الحنبلي (المتوفى: ١٠٩٧ هـ)، ط دار عمار، دار الفيحاء، الأردن، (ص ٣١ وما بعدها، ص ٥١)، النحو المصفى (ص ٣٨٤)، جامع الدروس العربية (٢/ ٢٠٤).
(٢) بالنسخ: "أفضل". والمثبت من "اللمحة" (١/ ٤٣٠).
(٣) رواه معمر بن راشد في الجامع "منشور كمُلحَق بمُصنّف عبد الرزاق" (١١/ ١٤٤/ برقم ٢٠١٥٣) عن هَارُونَ بن رِئَابٍ. وصحّحه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (رقم ٧٥١، ٧٩١)، وفي "صحيح الأدب المفرد" (ص / ١١٨ برقم ٢٠٦/ ٢٧٢)، عن عَمْرو بن شعيب عن أبِيهِ عن جَدّه، وفيه: "أحسنكم =

<<  <  ج: ص:  >  >>