للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث: "أَيُّ العَمَلِ أحبُّ؟ " (١)، أي: "مِن غَيره إليك".

وسيأتي في السّادس من "صَلاة الجماعة" تمامُ الكَلام على "أفعَل"، وفي الرّابع من "صَلاة الكسوف".

قولُه: (ثم أَي؟ ): مُبتدأ، والخبرُ محذُوفٌ يدُلُّ عليه ما قبله، أي: "ثُم أي العَمَل أحَبُّ إِلَى الله؟ ).

قوله: "قال": أي: "النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -".

"الصَّلاة [على وَقْتها] (٢) ": يحتمل أن تكُون "الصّلاة" خبر مُبتدأ محذُوف، أي: "أحَبُّ العَمَل الصّلاة"، ويدلُّ على ذلك السّؤال. ويحتمل أن تكُون مُبتدأ، أي: "الصّلاةُ لوقتها أحبُّ إِلَى الله تعالى". (٣)

قولُه: "على وقتها": يحتمل أن يتعلّق بـ "أحَبّ" المحذُوف، وفيه بُعْد؛ لأنّ المعنى ليس عليه، لأنّك تقُول: "أحَبُّ إليّ وَلَا تقول: "أحَبّ عليّ".

ويحتمَل أنْ يتعلّق "على وَقْتها" بحَال من "الصّلاة" على قول مَن يُجيز عمل الابتداء في الحال، وبما في "أحَب" من معنى على قول مَن يُجيز أن يكون العَامِل في الحال غير العامِل في صاحبها، ويكون التقدير: "أحَبّ العَمَل الصّلاة مُؤدّاة على وقتها". أو يتعلّق بنفس "الصّلاة"؛ لأنّه مصْدَر، وفيه رائحة الفعل. (٤)

وقد جَاء: "لِوَقْتِهَا" (٥). ولعَلّ "على" هُنا بمعنى "اللام".


= الدروس العربية (١/ ١٩٧، ١٩٩).
(١) وهو الحديث الوارد بالعُمدة.
(٢) بالنسخ: "لوقتها". وانظر: عقود الزبرجد (٢/ ٩١).
(٣) انظر: عقود الزبرجد (٢/ ٩١).
(٤) انظر: عقود الزبرجد (٢/ ٩١).
(٥) صحيحٌ: رواه مُسلم (٨٥/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>