للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكون بمعنى التعليل، كقوله تعالى: {عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج: ٣٧]، وكونها على بابها أحْسَن، ورُبّما تدلّ على أوّل الوقت؛ لأنّ معنى الاستعلاء فيها يُعطي ذلك، ويُقوّيه قوله في رواية أخرى: "الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا" (١). (٢)

قولُه: "قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين": الجملتان [بعد القولين] معمولتان لهما. و"أي" كما تقدّم، إمّا مبتدأ، والخبرُ محذُوفٌ، أو خبر، والمبتدأ محذُوفٌ. ومثله: "قلتُ: ثُم أي؟ قال: الجهادُ في سَبيل الله" يتعلّق بـ "الجهَاد"؛ لأنّه مَصْدَر.

قال الشيخُ تاج الدين الفاكهاني: ينبغي - أو يتعيّن - هُنا أنْ لا يُنَوّن "أي"؛ لأنه موقُوفٌ عليه في كَلام السّائل ينتظر الجوَابَ منه - عَلَيْهِ السَّلَام - والتنوينُ لا يُوقَفُ عليه إجماعًا. (٣)

[قولُه] (٤): "حَدَّثني بهن": أي: (النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"، وهي جُملة مُستأنفة، لا محلّ لها من الإعْرَاب.


(١) رواه الترمذي (١٧٠) وأحمد في مسنده (٦/ ٣٧٤/ برقم ٢٧١٤٧)، والحاكم (ط الهندية، ١/ ٣٠٢)، من رواية أُم فروة. وضعفه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (١٨٣٢) بهذه الرواية، وقال: "توبع بلفظ: (أفضل الأعمال الصلاة في أوَّلَ وقتها). وله شاهد من حَدِيث ابن مسعود بسند صحيح؛ ولذلك خرجته في "صحيح أَبِي داود) (٤٥٢) و (إرواء الغليل) (١١٩٨)، فهو صحيح لغيره بهذا اللفظ، وأمّا اللفظ الأوّل فضعيف".
وانظر: الإعلام لابن الملقن (٢/ ٢١٧).
(٢) انظر: البحر المحيط (٢/ ٢٠٢)، الإعلام لابن الملقن (٢/ ٢١٧، ٢١٨)، عقود الزبرجد (٢/ ٩٠، ٣٤٤)، الجنى الداني (ص ٤٧٧)، مغني اللبيب (ص ١٩١)، شرح الأشموني (٢/ ٩١)، همع الهوامع (٢/ ٤٤٠)، جامع الدروس العربية (٣/ ١٧٨).
(٣) انظر: رياض الأفهام (١/ ٥٢٤)، الإعلام لابن الملقن (٢/ ٢٢٧)، عقود الزبرجد (٢/ ٩٠)، شرح المفصل (٥/ ٢١١).
(٤) بالأصل بياض بقدر كلمة كبيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>