للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"كان"، وَلَا يتقَدَّم خبرها عليها، ويتقَدَّم على اسمِها، خِلافًا لابن مُعْط (١). (٢)

والشَّاهِدُ على جَوَازه:

لا طِيبَ لِلعَيْشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً ... لذَّاتُهُ بادِّكارِ الشَّيْبِ والهَرَمِ (٣)

و"في مُصَلّاه": يتعلّق بخَبر "ما دَام".

قولُه: "اللَّهم صَلّ عليه، اللَّهُمَّ اغفر له، اللَّهم ارْحَمه": "اللهم": مُنَادَي، عُوِّض من حَرْف النداء "الميم" عند البصريين (٤)؛ ولذلك لا يُجمَعُ بينهما إلّا في


(١) ابن مُعط: أَبُو الحسن، زين الدين يحيى بن عبد المُعطي المغربي الحنفي، إمام مُبرز في العربية، وشاعر مُحسن، قرأ على الجزولي، وأخَذ عنه الكثير، وكان مُدرسًا في دمشق ومصر، وكان يحفظ الكثير المفيد. له: الألفية في النحو، وشرح الجمل في النحو، وشرح أبيات سيبويه "نظم"، كما نظم كتاب الجمهرة لابن دُريد في اللغة، ونظم كتاب الصحاح للجوهري، ونظم كتابًا في العَروض، وقصيدة في القراءات. توفي سنة ٦٢٨ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (٢٢/ ٣٢٤)، وفيات الأعيان (٦/ ١٩٧)، بغية الوعاة للسيوطي (٢/ ٣٤٤).
(٢) انظر: الإعلام لابن الملقن (٢/ ٣٦٨)، توضيح المقاصد والمسالك (١/ ٤٩٤، ٤٩٥)، أوضح المسالك (١/ ٢٣٧ وما بعدها)، شرح القطر (ص ١٢٧ وما بعدها)، شرح ابن عُقيل (١/ ٢٧٤ وما بعدها)، شرح الأشموني (١/ ٢٣١ وما بعدها)، شرح التصريح (١/ ٢٤٢ وما بعدها)، همع الهوامع (١/ ٤٢٨، ٤٢٩)، النحو الوافي (١/ ٥٦٥ وما بعدها)، جامع الدروس العَربية (٢/ ٢٧٩).
(٣) البيتُ من البسيط، وهو بلا نسبة. انظر: توضيح المقاصد والمسالك (١/ ٤٩٤)، شرح التصريح (١/ ٢٤٢ وما بعدها)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ٤٢٨، ٤٢٩)، المعجَم المفصل (٧/ ٣٦٣).
(٤) الميمُ عند البصريين بدلٌ من "يا"، فلا يجوزُ عندهم أن تجتمع مع "يا"، وهي عند الكوفيين الميم من "أُمَّ"، إِذَا قلت: "اقصد"، ومعنى اللَّهُمَّ عندهم: "يا الله أُمَّنا بخيرٍ"، ولكن حُذِفت الهمزةُ ووُصِلت الميمُ باسم الله تعالى. والصحيحُ قول البصريين؛ لأنّ اللفظَ يُستعمَل في غير الخير أيضًا، كالدعاء باللعن. انظر: ما يجُوزُ للشاعر في =

<<  <  ج: ص:  >  >>